المنتخب المغربي يتعثر في أول مباراة له ببطولة “الكينغس ليغ” أمام كولومبيا.. قراءة في أسباب الهزيمة

افتتح المنتخب المغربي مشواره في بطولة “الكينغس ليغ” بهزيمة ثقيلة أمام نظيره الكولومبي بنتيجة 4-1، في مباراة كشفت العديد من الإشكالات التقنية والتكتيكية لدى الفريق الوطني.

ومن خلال متابعة أطوار المباراة، بدا واضحًا أن لاعبي المنتخب المغربي يفتقرون للتأقلم مع قوانين هذه اللعبة الحديثة والمعقدة نسبيًا، خاصة في مراحلها المختلفة.

وقد سجلت كولومبيا أهدافها بشكل مبكر خلال الفترات التي تكون فيها تركيبة الفريقين غير مكتملة، فعلى سبيل المثال، بدأت المباراة بلاعب وحارس ضد لاعب وحارس، قبل أن تتطور التركيبة تدريجيًا لتصل إلى سبعة لاعبين لكل فريق.

في هذه المرحلة، ظهر جليًا تمرس لاعبي كولومبيا، الذين اعتمدوا على استراتيجيات هجومية ودفاعية محكمة، مقابل ارتباك واضح من الجانب المغربي.

-مقاربة تكتيكية تفتقر للتوازن:

المنتخب الكولومبي استغل بشكل بارع اللحظات الانتقالية في المباراة، حيث هاجم بثلاثة لاعبين عند الاستحواذ على الكرة ودافع بلاعبين وحارس في حالة فقدانها.

و في المقابل، بدا المنتخب المغربي عاجزًا عن التكيف مع هذه الدينامية، حيث اعتمد على أسلوب هجومي ودفاعي عشوائي بلاعبين وحارس فقط، مما زاد من هشاشته أمام الفريق الخصم.

-اختيارات لائحة اللاعبين تحت المجهر:

اللائحة التي خاض بها المنتخب المغربي المباراة تثير أكثر من علامة استفهام، فمن الواضح أن التشكيلة تفتقر للاعبين يتمتعون بالقدرة البدنية والمهارات المطلوبة للتعامل مع مساحات ضيقة والضغط العالي الذي تفرضه هذه اللعبة، فأغلب اللاعبين المختارين ينتمون لعالم “الفريستايل” أو المؤثرين الرقميين، وهو ما انعكس على أدائهم.

وعلى النقيض، اللاعب الوحيد الذي أظهر مستوى متميزًا هو أشرف سعود، لاعب المنتخب الوطني للفوتسال، الذي بدا أنه يمتلك المهارات والخبرة للتأقلم مع متطلبات هذه اللعبة، هذا يطرح تساؤلاً مشروعًا حول ضرورة اعتماد لاعبين من رياضات مثل الفوتسال أو الميني فوت، بدل الاعتماد على لاعبين من ملاعب كرة القدم الكبيرة، الذين يواجهون صعوبة في اللعب ضمن مساحات ضيقة.

-نقطة تحول ضائعة:

خلال الشوط الثاني، أتيحت للمنتخب المغربي فرصة ثمينة للعودة في المباراة، بعدما حصل على ركلة جزاء في توقيت حساس، حيث يضاعف الهدف المسجل قيمة النتيجة، لو تم تسجيلها، لكانت النتيجة ستتحول إلى 4-3، مع وقت كافٍ لتعديل الكفة والبحث عن الفوز. إلا أن اللاعب ندير أهدر الركلة، مضيعًا فرصة ثمينة لتغيير مسار المباراة.

-الدروس المستفادة والفرص القادمة:

لتحقيق نتائج إيجابية في المباريات القادمة، على المنتخب المغربي التركيز على التأقلم السريع مع قوانين اللعبة، خاصة في الدقائق الأولى من المباريات، التي تبدأ عادة بتركيبة “واحد ضد واحد” تتطور تدريجيًا، كما يجب تحسين استغلال الفرص الحاسمة والعمل على تطوير استراتيجيات هجومية ودفاعية تناسب خصوصيات اللعبة.

فبطولة “الكينغس ليغ” ليست مجرد تجربة عابرة، بل اختبار حقيقي لقدرة المغرب على تمثيل نفسه في رياضات حديثة ذات ديناميات مختلفة.

فيما ستكشف النتائج المقبلة ما إذا كان المنتخب قادرًا على التكيف والتطور، أو سيبقى رهين اختيارات غير مدروسة وافتقار للرؤية التكتيكية.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...