في سياق التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة المغربية، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن توجهات حكومية تهدف إلى تعزيز قطاع الصناعات الثقيلة والنقل، وهو ما يعكس طموحات المملكة في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا الصدد، أشار أخنوش إلى التجربة الناجحة للمغرب في صناعة السيارات وأجزاء الطائرات كدافع رئيسي لدخول المملكة في مجال صناعة القطارات، الذي يُعتبر العمود الفقري للحركية والنقل في البلاد.
وأكد رئيس الحكومة أن حكومته وضعت خارطة طريق استراتيجية لتعزيز الاندماج الصناعي المحلي في قطاع السكك الحديدية، حيث يهدف البرنامج إلى رفع نسبة الاندماج المحلي من 5% إلى حوالي 60% في إطار برنامج يمتد لعدة سنوات.
وهذا البرنامج يتماشى مع استراتيجية المملكة لتوسيع شبكة القطارات وإنشاء خطوط جديدة فائقة السرعة تربط بين أهم المدن المغربية، مثل القنيطرة ومراكش، ثم مراكش وأكادير، كما يشكل هذا المشروع جزءًا من رؤية المملكة لتعزيز البنية التحتية للنقل وتسهيل التنقل بين المدن الكبرى، مما يساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي والاجتماعي.
في ذات السياق، أبرز أخنوش النجاح البارز الذي حققته المملكة في قطاع صناعة السيارات، حيث أصبحت المغرب أحد المراكز المهمة لصناعة السيارات في إفريقيا.
وقد أشار إلى أن المملكة تحتل المرتبة الأولى على مستوى القارة بإنتاج سنوي يقارب 700 ألف مركبة، كما حققت صادرات السيارات نمواً ملحوظاً بلغ 28.4% في 2023 مقارنة بسنة 2022.
كما أن معدل الإدماج المحلي في هذا القطاع وصل إلى 69%، مع التزام الحكومة برفعه إلى 80%. يعكس هذا النجاح قدرة المغرب على مواكبة التوجهات العالمية في صناعة السيارات وتحقيق نمو مستدام في هذا القطاع، الذي أصبح من أبرز محركات الاقتصاد الوطني.
وعلى صعيد آخر، أكد أخنوش أن الحكومة المغربية تتبنى التحول العالمي نحو التنقل الكهربائي، حيث تعمل على جعل المملكة رائدة في تصنيع السيارات الكهربائية، وقد بدأ المغرب بالفعل في تصنيع ثلاثة أنواع من السيارات الكهربائية، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للنمو في القطاع الصناعي ويعزز قدرة المملكة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية والبيئية.