في أعقاب الكارثة المناخية التي ضربت منطقة فالنسيا الإسبانية، والتي خلّفت خسائر بشرية ومادية جسيمة، أعربت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج عن تضامنها العميق مع الشعب الإسباني وأفراد الجالية المغربية المتضررين.
وقد أكدت المؤسسة في بلاغ رسمي على أهمية الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع المغرب وإسبانيا، مشيرةً إلى حجم المأساة التي طالت المنطقة.
فيما أسفرت الفياضانات عن وفاة 224 شخصًا، بينهم سبعة مغاربة، وفقدان ثمانية آخرين، كشفت عن روح التضامن التي تميّز الجالية المغربية، فمنذ اللحظات الأولى، انخرط مغاربة فالنسيا، إلى جانب آخرون من مختلف المدن الإسبانية في جهود الإغاثة بشكل عفوي.
وقد شهدت المناطق المتضررة توافد رجال ونساء من مالقة، ألميريا، برشلونة، تاراغونا، إقليم الباسك وجزر البليار، حاملين مواد الإغاثة الأساسية ومستعدين لتقديم العون بكل تفانٍ وإصرار.
ولم تقتصر المساهمة على الجهود الفردية، بل لعبت الجمعيات والمراكز الثقافية المغربية دورًا بارزًا في تنسيق الدعم والتعبئة، إذ أصدرت بيانات تعزية ودعوات للمساهمة في عمليات الإنقاذ، كما تم إنشاء نقاط لجمع التبرعات في العديد من المدن، حيث قدم الحلاقون، الطهاة، ربات البيوت، الممرضون، المعلمون، والتقنيون مساهماتهم في تنظيف المناطق المتضررة وإزالة الأنقاض.
وقد لقيت هذه الجهود الإنسانية إشادة واسعة من السكان المحليين والمتطوعين الآخرين، الذين عبّروا عن تقديرهم لشجاعة أفراد الجالية المغربية وتفانيهم في تقديم يد العون، مما جسّد مثالًا حيًا للتضامن الإنساني في أوقات الشدائد.
من جهتها، أكدت مؤسسة الحسن الثاني على دعمها الكامل للشعب الإسباني وأسر الضحايا، وأشادت بالسلوك النموذجي للجالية المغربية في هذه المحنة، كما عبرت عن أملها في العثور على المفقودين، مجددةً تعازيها العميقة ومواساتها الصادقة.
ويعكس هذا التضامن المغربي عمق العلاقات الإنسانية التي تجمع المغرب وإسبانيا، ويُبرز القيم النبيلة التي يتمسك بها المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، في مواجهة التحديات والكوارث.