انطلاق موسم القنص 2024-2025.. التزام متجدد لحماية الثروة الوحيشية ومواجهة القنص الجائر

نظمت الوكالة الوطنية للمياه والغابات والجامعة الملكية المغربية للقنص يوماً دراسياً وتحسيسياً بمناسبة انطلاق موسم القنص 2024-2025، حضره عدد كبير من القناصين وممثلي جمعيات القنص إلى جانب ممثلين عن القنص السياحي، وذلك بهدف تسليط الضوء على مدى الاتزام بتدبير موارد القنص بشكل مستدام، والحرص على مكافحة القنص غير المشروع، فضلاً عن تقديم توجيهات عملية لتدبير هذا المجال الحيوي.

وقد استهلت فعاليات هذا اليوم بتقديم عروض شاملة حول القوانين المعمول بها والضوابط التي يتعين على القناصين اتباعها من أجل ممارسة هذه الهواية في إطار يحترم التوازن البيئي ويحافظ على التنوع البيولوجي. وتندرج هذه المبادرة جسب تصريح عبد الرحيم الهومي المدير العام الوكالة الوطنية للمياه والغابات لموفد العالم24 ضمن سلسلة من اللقاءات والورشات التي تنظمها الوكالة والجامعة الملكية المغربية للقنص في مختلف ربوع المملكة، بهدف تكوين القناصين وتوعيتهم بمسؤولياتهم تجاه الحفاظ على الثروة الوحيشية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها هذا القطاع، من بينها التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية.

ومن جانب آخر، أشاد المشاركون في هذا اليوم الدراسي بالدور الهام الذي تلعبه هذه اللقاءات في تعزيز الالتزام الجماعي بحماية الثروة الحيوانية، إذ أشار بعض الحاضرين إلى أن قطاع القنص في المغرب لا يُعتبر مجرد هواية، بل يمثل نشاطاً اقتصادياً هاماً يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في المناطق القروية، ويعزز من مكانة المملكة كوجهة مفضلة للسياح المهتمين بالقنص السياحي.

غير أن هذا النشاط الواعد يواجه عدة صعوبات، أبرزها القنص الجائر الذي يُعد أحد التهديدات الخطيرة للتنوع البيولوجي، وخاصة الأصناف الحيوانية المهددة بالانقراض. لذلك، ركزت الوكالة الوطنية للمياه والغابات والجامعة الملكية المغربية للقنص في هذه الدورة على محاربة هذه الظاهرة بشكل حازم، من خلال تكثيف الجهود التوعوية وتنظيم ورشات تدريبية للقناصين حول الأساليب القانونية والمستدامة لممارسة القنص.

وفي هذا السياق، أكد ممثلو الجامعة والوكالة أن حماية الثروة الوحيشية لا يمكن أن تتحقق إلا بتعاون جميع الفاعلين، من جمعيات القنص إلى جانب الإدارات الأمنية المتمثلة في الجمارك والدرك الملكي والشرطة، بالإضافة إلى السلطة القضائية التي تلعب دوراً محورياً في تطبيق القانون والحد من الانتهاكات.

وشهدت هذه الفعالية مشاركة متميزة من القناصين الذين أعربوا عن سعادتهم بإطلاق الموسم الجديد للقنص في أجواء يسودها التنظيم المحكم والالتزام، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات تساعدهم على التعرف على القوانين الجديدة والتدابير التي اتخذتها السلطات المعنية لموسم 2024-2025، مما يعزز ثقتهم في الأطر الوطنية التي تشرف على هذا القطاع.

كما تم التأكيد على أهمية التعاون المشترك بين مختلف المتدخلين لضمان ممارسة القنص بشكل قانوني ومستدام، مع الاستمرار في رفع مستوى الوعي بأهمية حماية البيئة والحفاظ على الثروة الحيوانية، لتحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على الأجيال القادمة.

المصدر: Alalam24