في قلب مدينة فاس العتيقة، وتحديدًا عند وادي الجواهر، تعيش المدينة تحديات كبيرة تتعلق بمشروع يهدف إلى تطوير الرصيف المحيط بالوادي، والذي أثار مخاوف الساكنة بسبب التهديدات المتزايدة من الفيضانات، المشروع الذي انطلق منذ سنوات، وتشرف عليه جهات محلية، بات مصدر قلق كبير للسكان بسبب المشاكل التقنية والهندسية التي لم تُعالج بشكل فعال.
محمد الصنهاجي، الفاعل الحقوقي والجمعوي، عبر عن استيائه الشديد من الوضع الحالي، حيث أشار خلال تصريح للصحافة إلى أن مشروع وادي الجواهر الذي اعتُبر أحد المشاريع الملكية الرامية للحفاظ على التراث التاريخي للمدينة، قد تحول إلى مشكلة تهدد تاريخ فاس وعراقتها، كما ذكر أن الوادي الذي كان له دور حيوي في نشوء الدولة الإدريسية، قد تضرر بسبب الإهمال واللامبالاة.
الصنهاجي لم يتردد في توجيه انتقادات لاذعة للمسؤولين الذين يشرفون على هذا المشروع، مشددًا على أن الأموال الضخمة التي تم ضخها لإنجازه ولم تؤتِي ثمارها بالشكل المتوقع. في حين، أشار إلى أن برامج ترميم الوادي انطلقت منذ 2009، ولكنها شهدت تعثراً وتباطئاً في التنفيذ، مما أدى إلى تضرر بعض المعالم التاريخية.
إلى جانب ذلك، تحدث الصنهاجي عن عدة مشاريع أخرى تم إطلاقها بهدف تحسين المدينة، لكنها لم تلقَ النجاح المطلوب، بل زادت من المشاكل الهندسية والبيئية، كما أشار إلى أن الجهات المسؤولة فشلت في تقديم دراسة شاملة ودقيقة حول المشروع، مما أدى إلى تراكم الأخطاء وتفاقم الأوضاع.
أحد أكبر المخاوف التي تطرق إليها الصنهاجي أيضا هو خطر الفيضانات الذي يهدد المدينة، حيث أشار إلى أن المياه المتدفقة من سدود المدينة قد تؤدي إلى كوارث بيئية، خاصة في ظل غياب الحلول العملية لحماية البنية التحتية، وأضاف أن هناك مناطق قد تشهد انهيارات إذا استمرت الأمطار في الهطول دون معالجة فعالة للمشاكل الحالية.
في ختام حديثه، دعا الصنهاجي إلى ضرورة فتح حوار شامل بين المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، والمؤسسات الحكومية لإيجاد حلول عملية لهذه المشاكل، مؤكدا أن الحفاظ على التراث التاريخي لفاس ليس فقط مسؤولية الجهات المحلية، بل هو واجب وطني يجب أن يُولى له كل الاهتمام.
المصدر: Alalam24