يشهد المغرب ارتفاعاً حاداً في أسعار زيت الزيتون، ما يهدد بتغييرات جذرية في موائد المغاربة الذين اعتادوا على هذه المادة كعنصر أساسي في مطابخهم. فالجفاف المستمر الذي يضرب البلاد، وتراجع الإنتاج الزراعي، دفع بأسعار الذهب السائل إلى مستويات قياسية، مما أثار قلق المستهلكين ومخاوف من تراجع استهلاكه.
ولعل أبرز الأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع الحاد في الأسعار، هو تراجع الإنتاج بشكل كبير بسبب الجفاف الذي ضرب مناطق زراعة الزيتون. فشح الأمطار وتقلبات المناخ أثرت سلباً على نمو أشجار الزيتون وتكوين الثمار، مما أدى إلى نقص المعروض في الأسواق. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع تكاليف الإنتاج، من أجور عمال الحصاد إلى تكاليف النقل والتعبئة، ساهم بدوره في زيادة الأسعار.
وتشير التوقعات إلى أن أسعار زيت الزيتون و ستواصل ارتفاعها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موسم جني الزيتون الجديد، حيث من المتوقع أن يكون الإنتاج أقل من المتوسط. وقد يصل سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون إلى 150 درهمًا، وهو سعر مرتفع جداً مقارنة بالأسعار السابقة، مما قد يدفع العديد من المستهلكين إلى البحث عن بدائل أرخص، وإن كانت أقل جودة.
هذا الوضع يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الزيتون في المغرب، وكيفية مواجهة التحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي. فمن الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ أشجار الزيتون، وتطوير أساليب الري الحديثة، وتشجيع المزارعين على زراعة أصناف جديدة من الزيتون أكثر مقاومة للجفاف.
المصدر: Alalam24