تتواصل فعاليات الدورة ال12 من مهرجان صيف الاوداية بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد، بمنصة كورنيش أبي رقراق بالرباط يوم الاثنين 29 يوليوز 2024، بمشاركة متميزة لمجموعتي ناس الغيوان وإثران الاسطوريتين ومغني الراب موبيديك.
حيث أنشئت فرقة ناس الغيوان في السبعينيات بالدار البيضاء (الحي المحمدي)، وكانت تتألف في البداية من العربي باطما، علال يعلى، مولاي عبد العزيز الطاهري، عمر السيد، بوجميع ومحمود السعدي. استمدت مجموعة ناس الغيوان أعمالها من الثقافة والشعر المغربيين، وأيضا من النصوص الصوفية لشخصيات عظيمة معروفة بالروحانية الإسلامية.
بفضل كلماتها الملتزمة التي كانت تعكس انشغالات الشباب المغربي في ذلك الوقت ثم إيقاعاتها القوية، التي تم عزفها باستخدام الآلات التقليدية، أحدثت المجموعة ثورة في الموسيقى المغربية وشمال إفريقيا وتركت بصمة على المشهد الثقافي في البلاد. وقد أطلق المخرج الأمريكي الشهير مارتن سكورسيزي على المجموعة اسم “رولينغ ستونز أفريقيا” كما قام بشراء حقوق الطبع والنشر لأغنية “يا صاح” لإدراجها في الموسيقى التصويرية لفيلمه “الإغراء الأخير للمسيح “.
كما أن أغانيهم مستوحاة أيضًا من عدة أنواع موسيقية، لا سيما العيطة ، الملحون، كناوة، حمادشة و جيلالة، من أجل خلق موسيقى تجمع بين التراث المغربي والمواضيع الحديثة.
وعلى الرغم من السنين، لا تزال فرقة ناس الغيوان تحظى بشعبية كبيرة في المغرب وأماكن أخرى. ودائما ما تحقق حفلاتهم وجولاتهم نجاحا كبيرا، رغم وفاة العربي باطمة عام 1997 وبوجميع عام 1974، والتي شكلت خسارة كبيرة للفرقة. وكذلك رحيل بعض الأعضاء الآخرين الذين تركوا السفينة لسبب أو لآخر. وفي عام 2003 صدر كتاب يجمع كل نصوص أغانيهم بالدارجة بعنوان “كلام الغيوان”.
وصدر كتاب آخر تحت عنوان “ناس الغيوان” يروي فيه عمر السيد، رائد المجموعة، لأول مرة المغامرة الاستثنائية لهذه الفرقة الأسطورية التي قلدها الملك محمد السادس بوسام ملكي سنة 2007 ومنحت لقب فارس الفنون والآداب لفريدريك ميتران، وزير الثقافة الفرنسي آنذاك.
في عام 2021، أصدر رضا باهاسو كتاب “ناس الغيوان رولينغ ستونز أفريقيا “، وهو قصة موثقة تتبع رحلة الفرقة البيضاوية الأسطورية. لهذا تم اختيارها من طرف لجنة الجوائز بالمجلس الوطني للموسيقى لمنحها “جائزة الفارابي” تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والاتصال.