اليوم الخامس من مهرجان بني عمار.. أسئلة “التراث اللامادي أفقا للتفكير” وكرنفال الحمير مسك الختام

في اليوم الخامس والأخير من فعاليات مهرجان بني عمار، حضرت أسئلة قلقة من خلال ندوة علمية صباحية، كما حضر فيه عريس اللحظة الحمار من خلال كرنفاله الشهير.

وقبل انطلاق سيل الأنشطة الجديدة، كعادة كل أيام المهرجان، قامت “جمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة الطبيعية” فرع الخميسات، بمواصلة الحملة البيطرية والتحسيسية والتي تستفيد منها دواب فلاحي المنطقة.

وركزت الحملة البيطرية والتحسيسية، على الرعاية الصحية التي حظيت بها دواب فلاحي المنطقة، والتي تمثلت أساسا في فحوصات وعلاجات طبية وتدخلات جراحية إذا اقتضت الحالة للحمير والبغال، إضافة إلى حملة تحسيسية وسط الفلاحين والسكان من أجل تحسين التعامل مع هذه الحيوانات وأنسنته، من خلال توزيع مطويات تتضمن نصائح ومعلومات وإرشادات ذات صلة بالموضوع.

وتبقى اقوى لحظات هذه التدخلات عندما عاين عبد الحق البوتشيشي, تقني فلاحي في جمعية الرفق بالحيوان حالة حمار تعفنت إحدى رجليه الاخيرتين بسبب تهاون وإهمال صاحبه، وهو ما جعل برنامج الفريق في المهرجان يتعرض للتغيير بتنسيق مع الجمعية المنظمة، لان حالة الحمار تدخل في الطوارئ، وتستدعي نقله للقيام بتدخلات جراحية لها الاولوية.

مفتتح أنشطة اليوم الخامس والأخير، كان ايضا عبارة عن ندوة عملية جديدة، أشرف على تسييرها الدكتور ادريس لكريني، بمشاركة الدكتور محمد فخر الدين، الذي طرح من خلال عنوان مداخلته سؤالا قلقا حول “التراث أي أفاق لاستثماره”، وطرح المتدخل التشابك بين التراث كتعريفات وارتباطه بالثقافة والحضارة وهو سارت فيه معظم الندوات السابقة.

بالنسبة لمحمد فخر الدين، فقد توقف مليا عن مسألة التعريفات الخاصة بالتراث، وسبل الحفاظ على الجزء اللامادي منه والمادي أيضا لأن كلاهما يعتبران أساسيان، وأبرز المتدخل، أن مهرجان بني عمار، هو وسيلة للحفاظ على التراث المحلي الذي وصفه بالغني.

وعن التصنيفات الخاصة بالتراث، قال محمد فخر الدين، إنها تتوزع بين طبيعي وثقافي أي (مادي ولا مادي)، وارتباطا بموضوع الثقافي، تطرق المتدخل لدور الحكاية في الحفاظ التراث، نظرا لسهولة روايتها.

الجدير بالذكر، أنه قبل انطلاق أنشطة اليوم الخامس، حل على القصبة ضيف عزيز أصر على حضور تكريمه رغم حالته الصحية الصعبة، إلا أنه أصر على أن يصل الرحم مع قصبة بني عمار، ويتعلق الأمر بإدريس الرامي أحد مؤسسي الفعل الجمعوي في المنطقة.

لحظة تكريم الرامي، كانت عبارة عن موجة عاطفية، ورفع القبعة عرفانا لما أسداه من خدمات للمشهد الجمعوي في المنطقة، كما أن أجيال كاملة تتذكره وهو يحفر الأساس الذي بني على الصرح الجمعوي في المنطقة، وهو ما أبرزه عبد الحق العمراني في شهادته التي قالها في حق المحتفى به.

المهرجان الذي يضع على عاتقه الرعاية والعناية بالمنطقة، بشرا وشجرا وحجرا، وأيضا دواب، كالعادة جعل ما تبقى من اليوم الأخير، لكرنفال الحمير الذي تحضر فيه الفرجة والمتعة والأهم إعادة الاعتبار لكائن خدوم وصبور جدا ولا يمكن الاستغناء عنه وعن خدماته القيمة في عدة مناطق خاصة الجبلية منها، فكان خير احتفاء هو إطلاق العنان بسباق السرعة، ثم مسابقة الجمال الخاصة بأجمل أثان أو حمار.

وتؤكد أنشطة الكرنفال الشهير على الصعيد العالمي، حرص “جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة”، على تبني رؤية هادفة في مجال البيئة، ومختلف الأنشطة التي تؤدي الرسالة كاملة في هذا السياق، كما أن الهدف الأساس من البرمجة المتنوعة والغنية لكرنفال الحمير، إلى جانب الهاجس البيئي، يحضر أيضا هاجس إشراك وإدماج أطفال وشباب هذه المنطقة القروية الجبلية في فعاليات المهرجان وتوفير الفرصة لهم للتنافس وإذكاء طموحهم للفوز والتتويج، من خلال مسابقتي الجمال والسرعة، وبالتالي تمكينهم من الحصول على نصيبهم من الظهور أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وفي الوقت نفسه تكوينهم على التعامل الراقي مع هذا الكائن الخدوم والجميل، خصوصا ان وسائل إعلام دولية وعربية وازنة تابعت الكرنفال وسط جمهور من الاطفال والشباب والنساء والرجال، وكعادة الدورات السابقة، لم تخل هذه الدورة من مغاجآت، كانت اهمها مشاركة إمرأة لاول مرة في مسابقة الجمال، وحصدت الرتبة الثالثة وهي السيدة نزهة بلعربي رفقة حمارها شكيب، وكان ذلك بمتابة تعويض عن غياب ملكة جمال الدورة السابقة الآثان كليوباترا، في حين فاز بمسابقة الجمال شاروخان رفقة صاحبه الشاب أمين يعلى، في حين فاز بالوصافة

الحمار “هلامبا” رفقة صاحبه مراد باعمر، بعد تنافس قوي للثلاثي الفائز مع الحمار المتنافس مهند الذي اسقطته لجنة التحكيم رغم حصوله على اعلى نقطة بالنسبة لمعياري التزيين والرشاقة، بسبب آثار جرح منذمل بسبب ضرب سابق، وهو ما لا تتسامح فيه لجنة التحكيم التي كانت تتكون من عشرة اعضاء من بينهم الفاعلين المدنيين عبد العالي مستور وحكيمة بباش والفنان التشكيلي داني زهير، والناقد السينمائي محمد البوعيادي والصيدلي عبد الرزاق مجاهد.

وقبل ذلك عرف الطريق الرابط بين القصبة ومدينة زرهون سباق السرعة على مسافة 2 كيلومتر، شارك فيها 12 من الفائزين في المرحلة الاقصائية التي تمت يوم الخميس اي اليوم الثاني من المهرجان، وقد انتهت النتائج بفوز الحمار بوركوا با “لماذا لا” بالمرتبة الاولى رفقة سعيد الحياني.

وعلى أنغام فرقة “ضي الكمرة”، من فوق المنصة الرسمية لملعب القرب، تم الاحتفاء بالفائزين في مختلف المسابقات وتسليمهم الجوائز المالية، إضافة الى تكريم اصحاب المهارات والحرف المحلية المهددة بالانقراض، حيث أسدلت جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة الستار على الدورة 13 من مهرجان بني عمار زرهون على ايقاعات العيون عيني.

واختتم مدير المهرجان الدورة بكلمة توجه من خلالها بالشكر لمدعمي المهرجان وفي مقدمتهم وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة، وجهة فاس مكناس، ومسرح محمد الخامس، وجماعة نزالة بني عمار، وجمعية الرفق بالحيوان، والسلطات المحلية ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، كما شكر كل الفعاليات التي شاركت في هذه الدورة، ليوجه تحياته وشكره الى كل ساكنة بني عمار نساء ورجالا وشبابا واطفالا، خصوصا اولائك الذين تفرغوا طيلة ايام وليالي من اجل انجاح المهرجان كعادتهم في الدورات السابقة، ليجدد الشاعر محمد بلمو باسم الجمعية المنظمة، الموعد في العام المقبل بدورة جديدة يتجدد فيها شعار هذه الدورة “الأمل.. ازدهار الجبل”.

 

 

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...