عودة..ماذا نريد من مدينة وجدة والنواحي!!!

منير الحردول – العالم24

 

لعل المدينة الحدودية التي ارغمتها الجغرافية على محاداة بلد  يكن قادته العداء لبلاد وقفت معها في ظروف تاريخية صعبة، ظروف وقوف لا غبار عليه، وتشهد به وعليه جل المصادر والمراجع التاريخية، وفي معظم المكتبات الوطنية والإقليمية والعالمية..

فمدينة وجدة التاريخية، التي حتمت عليها الطبيعة أن تعيش في مناخ يميل للقارية، ويمتزج في بعض الأحيان وفي أحسن الظروف، برطوبة المناخ المتوسطي، رغم ما أمست تشهده المنطقة من زحف للرياح المدارية الجافة والحارة متسببة في ظواهر مناخية كثيرة كرياح “الشركي”، زد على ذلك الانعكاسات المقرونة بتضاؤل الغطاء النباتي، بشكل كبير في محيطها وفي الأقاليم التي تجاورها، وذلك  بفعل عوامل عديدة وكثيرة، على الرغم من المجهودات المعتبرة هنا وهناك بخصوص عمليات التشجير واهتمام بعض العقول بالمساحات الخضراء.

 

فالمدينة التي تتصدر في بعض الأحيان أرقام البطالة على المستوى الوطني تحتاج لمن يؤثر ويدافع وينافح بغيرة صادقة على تراب وأبناء الجهة,  وذلك بهدف جلب الاستثمارات الكبرى والتخلص من أنشودة الموقع والموضع غير الملائمين للمشاريع الكبرى..فمدينة وجدة تحتاج لتوطين صناعات قادرة على امتصاص الكم الهائل من العاطلين، بغية تنشيط باقي الدوارات الاقتصادية، لاسيما  القطاعات الخدماتية، من تجارة وترفيه وصحة وغير ذلك كثير..

مدينة وجدة تحتاج لبعد نظر والتفكير في إقامة بحيرات اصطناعية بعد درئاسة تقنية علمية مستفيضة، وذلك  بغية تجنب تسرب مياه البحر للمياه الجوفية، ما دامت الطبيعة القاحلة هي المسيطرة، ولعل الشروع في التخطيط لإقامة بحيرات اصطناعية في المناطق المحيطة ووبعض الجهات الخالية من كل شيء، المجاورة، وجلب مياه البحر إلبها عبر قنوات متحكم فيها سيغير وجه الجهة جدريا وبالملموس، سواء تعلق الأمر بالبيئة أو الاقتصاد أو الخدمات المرتبطة بالترويح عن النفسس وتغيير ملامح حتمية التمثلات التي ترسخ عبارة  اسمها، “هكذا هي الجهة”.

مدينة وجدة تحتاج لإنارة قوية تضيء الطرقات الرئيسية وغيرها من الأحياء، مدينة وجدة تحتاج لوضع كاميرات للمراقبة في كل الشوارع والأحياء بعيدا عن مقولة الخصوصية، وذلك بهدف ضبط من يعتدي على البيئة ولجم المتحرشين وقطاع الطرق والنشل والاعتداء والتنكر وهكذا، مدينة وجدة تحتاج لطرقات يتجنب فيها المرء السقوط في الحفر المخزية المحزنة! وتقي السيارات من العطب، وتخفف تكاليف صيانتها على أصحابها، ماداموا يؤدون الضرائب وبشكل ننتظم. .مدينة وجدة عليها أن تتحول لمدينة خضراء وذلك بوضع قوانين جماعية محلية ملزمة للجميع بغرس الأشجار النوعية وسقيها والاهتمام بها خصوصا الأشجار الدائمة الخضرة المتصفة بالجمالية المجالية والمنظرية، فمدينة وجدة تحتاج كذلك لعمران جديد، عمران يبتعد عن الأقفاص ويحدث فضاءات توعوية للحي، منتزهات، حدائق مجهزة بألعاب الاطفال مع صيانتها سنويا من قبل وداديات تلك الأحياء في إطار دفاتر تحملات واضحة لا غبار عليها، مع وضع ممرات رياضبة للرياضات الفردية والمشي، مع دعم الفن والمسرح ومقومات الحياة الهادئة بعيدا عن إسمنت جارف لا يراعي إلا الربح والسرعة في الانجاز وكفى! فمدينة وجدة تحتاج لمسالك رياضية تعطي للأطفال والشباب والشيوخ والنساء إمكانية ممارسة الرياضات الفردية والجماعية التي قد تغير ثقافة الخمول والمقاهي ليل نهار، والجلوس في ساحات قاحلة، أو الوقوف في أسوار المدارس والمنازل وغيرها من أمكان الازعاع للجيران والمارة وهكذا. م.دينة وجدة تحتاج لتشييد بنوك للغذاء والألبسة المستعملة وحصر خصاص الفقر للاستهداف الدقيق والدائم وذلك بالتفكير مليا بتخصيص ميزانية سنوية عنوانها لا للجوع ولالقساوة  البرد لفقراء جوهرة الشرق… مدينة وجدة تحتاج للقطع مع الانتقام والحسد وعرقلة المشاريع والترصد، والتنازع  والسجال العقيمين، بين الأحزاب والمسؤولين لمجرد النجاح أو الوصول لمنصب ما.. مدينة وجدة تحتاج من المسؤولين الانفتاح على أفكار من يبدع الأفكار وليس على من هو حاصل على شهادات رسمية قد تكون عقيمة في الإبداع..مدينة وجدة تحتاج لترك المسؤول يشتغل على أساس النصح والتشاور والتنبيه، لا الشخصية بمجرد النجاح أو الفشل في الانتخابات..مدينة وجدة تحتاج للكثير الكثير..سأعود لكتابة ذاك الكثير، لعل وعسى يتم القطع مع التمثلات التي يريد أن تدفع بالبعض،  إلى التحجج بالسياسة الاستعمارية البائدة التي وضعت مساحات شاسعة من مغربنا الحبيب في خندق ضيق اسمه المغرب غير النافع!!!

جريدة إلكترونية مغربية

المصدر: alalam24

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...