شبكة الصحفيين الشباب تدعو إلى “ثورة مهنية” وتؤكد: المجلس الوطني للصحافة مكسب تاريخي لا رجعة فيه  

دعت الشبكة الوطنية للصحفيين الشباب خريجي الجامعات والمعاهد المتخصصة إلى الانخراط الفعّال في حماية المؤسسات المهنية وتحديث آليات الاشتغال داخل قطاع الصحافة والنشر بالمغرب، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تستدعي نقاشاً مسؤولاً يضع مصلحة المهنة فوق كل الاعتبارات.

ويأتي هذا الموقف، بحسب بلاغ للشبكة، في سياق التحولات التشريعية التي أعقبت مصادقة البرلمان على قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، وما رافق ذلك من نقاشات وسجالات داخل الحقل الإعلامي.

وأكدت الشبكة أن المجلس الوطني للصحافة يُعد مكسباً تاريخياً للجسم الصحفي، معتبرة أن ورش الإصلاح القائم ينبغي أن يشكل فرصة للتقوية والتطوير، لا ذريعة للتشكيك أو التراجع. واعتبرت أن الدعوات الرامية إلى هدم المؤسسات المهنية أو تقويض أدوارها تعكس رؤية تقليدية تعيق بناء تنظيم مهني قوي قادر على مواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها القطاع.

وفي هذا السياق، عبّرت الشبكة عن رفضها لما وصفته بالهجمات ذات الخلفيات السياسية التي تستهدف منابر إعلامية وطنية في إطار تصفية حسابات ضيقة، كما نددت باستغلال تسريبات مجتزأة لقرارات تأديبية خارج القنوات والمؤسسات المختصة، معتبرة أن تسريب المعطيات المهنية السرية يشكل خرقاً صريحاً لأخلاقيات المهنة ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة.

وسجل البلاغ أن من بين أعطاب المشهد الإعلامي اختلالات مرتبطة بتدبير بعض المؤسسات الصحفية، داعياً إلى إرساء معايير صارمة وواضحة للاستحقاق المهني في الولوج إلى مناصب المسؤولية. وشددت الشبكة على أن التوفر على تكوين أكاديمي متخصص في الصحافة والإعلام، إلى جانب تجربة مهنية كافية، يجب أن يشكل شرطاً أساسياً لتولي مهام مدير النشر أو رئيس التحرير، حمايةً للمهنة من التمييع وضماناً لجودة المنتوج الإعلامي.

كما دعت الشبكة إلى ضخ دماء جديدة في هياكل العمل الصحفي، قادرة على تجاوز منطق الصراعات الشخصية والاستقطاب، ومواجهة التحديات المهنية بروح مسؤولة وبنّاءة. وفي السياق ذاته، نبهت إلى خطورة بعض الممارسات التي تستغل المنصات الرقمية لنشر خطابات هدامة تفتقر إلى الضوابط الأخلاقية والمعايير المهنية.

وفي ما يخص الدعم العمومي الموجّه لقطاع الصحافة، اعتبرت الشبكة أنه لا يزال دون مستوى الانتظارات والحاجيات الفعلية، داعية إلى مراجعته والرفع من قيمته بما يضمن استقلالية المقاولات الإعلامية وصون كرامة العاملين بها.

وختمت الشبكة بلاغها بدعوة مختلف مكونات الجسم الصحفي إلى التوحد حول القضايا الوطنية الكبرى، والانتصار لصحافة مهنية ومسؤولة تضع المصلحة العامة في صلب رسالتها، وتلتزم بأخلاقيات المهنة ودورها التنويري داخل المجتمع.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...