تحسن ملحوظ في مخزون السدود بالمغرب

سجّلت وضعية السدود الكبرى بالمملكة تحسّنًا لافتًا في مستويات التخزين المائي إلى غاية يوم الأربعاء 17 دجنبر 2025، حيث بلغت نسبة الملء الإجمالية 32.2 في المائة، بما يعادل حوالي 5400.3 ملايين متر مكعب من المياه.

ووفق المعطيات الرسمية الصادرة عن منصة «الماء ديالنا» التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإن هذا الرقم يعكس ارتفاعًا يناهز 11.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، حين لم يتجاوز المخزون 4844.6 ملايين متر مكعب، وهو ما يشير إلى بوادر انفراج نسبي بعد سنوات من الضغط المائي، رغم استمرار التفاوتات بين الأحواض.

وسجّل حوض اللوكوس نتائج إيجابية نسبيًا، إذ بلغت نسبة الملء 46.9 في المائة، بمخزون يقارب 897 مليون متر مكعب. وحققت بعض السدود مستويات مرتفعة، من بينها سد النخلة الذي وصل إلى الامتلاء الكامل، وسد شفشاون بنسبة 95 في المائة، وسد الشريف الإدريسي بـ88 في المائة، فيما بلغ سد واد المخازن، الأكبر بالحوض، نسبة 73 في المائة. في المقابل، ظلت وضعية سدود أخرى ضعيفة، من قبيل جمعة ودار خروفة ومحمد بن عبد الكريم الخطابي، التي لم تتجاوز نسبة ملئها 13 في المائة.

أما حوض سبو، فقد بلغ معدل الملء 40.6 في المائة، بمخزون يقدر بـ2256.1 مليون متر مكعب، مدعومًا بتحسن ملحوظ في عدد من السدود، أبرزها سد علال الفاسي بنسبة 96 في المائة، وسد المنع سبو بـ79 في المائة، وسد بوهودة بـ78 في المائة. غير أن سد الوحدة، الأكبر في الحوض، لم تتجاوز نسبة ملئه 42 في المائة، ما يعكس الحاجة إلى تعزيز موارده المائية.

وفي حوض أبي رقراق، بدت الوضعية أكثر ارتياحًا، حيث سجل نسبة ملء بلغت 69 في المائة، بمخزون ناهز 747.7 مليون متر مكعب، مدعومًا أساسًا بمردودية سد سيدي محمد بن عبد الله، الذي بلغ 73 في المائة من طاقته الاستيعابية، في حين استمرت بعض السدود الثانوية، مثل سد الحيمر، في تسجيل نسب ضعيفة لم تتجاوز 16 في المائة.

وعلى النقيض من ذلك، لا يزال حوض أم الربيع يعيش وضعًا مائيًا مقلقًا، إذ لم تتعد نسبة الملء 9.4 في المائة، بمخزون إجمالي يقدر بـ465.5 مليون متر مكعب. ورغم الامتلاء شبه الكامل لبعض السدود الصغيرة، فإن السدود الكبرى، وعلى رأسها سد المسيرة، لا تتجاوز نسبة ملئها 3 في المائة، ما يطرح تحديات حقيقية مرتبطة بتأمين مياه الشرب والري.

وفي حوض تانسيفت، بلغت نسبة الملء 46.7 في المائة، حيث سجل سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي نسبة مرتفعة وصلت إلى 90 في المائة، مقابل استمرار انخفاض مستويات سدود أخرى مثل لالة تاكركوست، التي لم تتجاوز 24 في المائة. أما حوض ملوية بالجهة الشرقية، فقد سجل نسبة ملء بلغت 26.6 في المائة، رغم الامتلاء الكامل لسد على واد زا، مقابل ضعف ملحوظ في عدد من السدود الكبرى.

وبالجنوب الشرقي، أبان حوض كير–زيز–غريس عن وضعية إيجابية نسبيًا بنسبة ملء بلغت 55.1 في المائة، مستفيدًا أساسًا من مخزون سد حسن الداخل، في حين سجل حوض درعة واد نون نسبة 28.3 في المائة، مع تفاوت واضح بين سدوده. أما حوض سوس ماسة، فواصل تسجيل نسب ضعيفة لم تتجاوز 19.6 في المائة، رغم التحسن النسبي الذي شهده سد مولاي عبد الله.

وتبرز هذه المعطيات، في مجملها، تحسنًا عامًا في المخزون المائي الوطني مقارنة بالسنة الماضية، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن استمرار الفوارق المجالية بين الأحواض، ما يفرض تعزيز جهود ترشيد استعمال المياه، وتسريع وتيرة المشاريع المهيكلة، وتكثيف الحلول البديلة لضمان الأمن المائي على المديين المتوسط والبعيد.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...