طارق بن فرج الحضيري.. رهان النادي القنيطري لإحياء المجد والصعود إلى الأضواء من جديد

أعلن النادي القنيطري عن تعاقده مع المدرب التونسي طارق بن فرج الحضيري لقيادة الفريق خلال الموسم الرياضي المقبل، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة جديدة لإعادة النادي إلى واجهته التاريخية بين أندية القسم الوطني الأول، بعد سنوات من التراجع والتقلبات. ويُراهن الفريق القنيطري، العريق بتاريخ إنجازاته وجماهيره، على تجربة مدرب يتمتع بمسيرة مهنية متنوعة، تشمل محطات ناجحة في تونس، والإمارات، والسعودية، وليبيا.

طارق بن فرج الحضيري، مدرب تونسي يحمل أيضًا الجنسية البريطانية، ويتوفر على رصيد أكاديمي متميز، حيث يحمل شهادات تدريبية من أعلى الهيئات الكروية العالمية، بينها شهادة التدريب A من الاتحاد الأوروبي (UEFA)، والاتحاد الإفريقي (CAF)، والاتحاد الآسيوي (AFC)، ما يعكس تكوينه المعرفي العميق وقدرته على التكيف مع مختلف المدارس والأساليب الكروية.

وقد تدرج الحضيري في بداية مسيرته داخل أسوار نادي الترجي التونسي، حيث أشرف على الفئات الشابة، قبل أن ينتقل إلى تجارب أعمق في البطولة التونسية، من خلال عمله مع مستقبل قابس والاتحاد المنستيري، الذي تولى قيادته كمدرب أول بعد أن شغل منصب المساعد رفقة المدرب المعروف إسكندر القصري. لكنه لمع اسمه أكثر في منطقة الخليج، وتحديدًا في الإمارات، حيث قاد نادي البطائح لتحقيق صعود تاريخي إلى دوري أدنوك للمحترفين موسم 2021-2022، بعدما بصم على سلسلة 17 انتصارًا متتاليًا، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الفريق، جعل من الحضيري رمزًا لبداية جديدة هناك. كما تولى لاحقًا تدريب نادي الحمرية بنفس الدوري، وواصل خلالها ترسيخ فلسفته التدريبية المعتمدة على الانضباط التكتيكي والفاعلية الهجومية.

أما في السعودية، فنجح في مهمتين مختلفتين تمامًا، الأولى تمثلت في إنقاذ نادي الريان من شبح الهبوط، والثانية عبر تجربته مع نادي مضر في دوري الدرجة الثانية، حيث عمل على إعادة هيكلة الفريق وإعداده للمنافسة مستقبلًا. وأخيرًا، كانت له محطة في الدوري الليبي مع نادي الأنوار، قبل أن يحط الرحال بالمغرب ويبدأ مغامرته الجديدة على رأس العارضة الفنية للنادي القنيطري.

وعلى الرغم من أن المدرب الحضيري لم يحصد بطولات كبرى بالألقاب، إلا أن سيرته تثبت قدرته على تحقيق أهداف كبرى للفرق التي أشرف عليها، سواء بالصعود أو بالحفاظ على مكانتها، أو حتى إعادة بنائها في أوقات صعبة. وهو ما يجعل اختياره من طرف إدارة النادي القنيطري يبدو مدروسًا، خاصة في ظل حاجته لمدرب يجيد الاشتغال في محيط مضغوط وذي مطالب جماهيرية مرتفعة.

ويرى المتابعون أن تعيين طارق الحضيري على رأس الجهاز الفني “للكاك” يُمثل رهانًا على مدرب يعرف كيف يُعيد الثقة لمجموعة شابة، ويقودها تدريجيًا نحو طموح الصعود، شريطة أن يُمنح الأدوات الكافية والدعم الإداري واللوجستي الضروري. فبعد موسم لم يرقَ لتطلعات الجماهير، التي عاشت على وقع نتائج متذبذبة ومراكز باهتة، يبدو أن إدارة النادي اختارت أن تضع ثقتها في مدرب يتقن التعامل مع “مشاريع البناء من القاعدة”، عوض الأسماء اللامعة التي تفتقر غالبًا إلى الصبر والقدرة على الاشتغال في أندية ذات موارد محدودة.

ويترقب جمهور النادي القنيطري اليوم خطوات المدرب الجديدة بترقب كبير، مؤمنين بأن النجاح في المهمة لن يكون سهلًا، لكنه قابل للتحقيق إن توفرت الإرادة والتكامل بين الإدارة والطاقم التقني واللاعبين.

ويبقى طارق بن فرج الحضيري أمام فرصة لإثبات ذاته من جديد، لكن هذه المرة في المغرب، مع فريق عريق يتوق للعودة إلى المجد، وجمهور لا يقبل إلا بالمراكز الأولى. والسؤال الذي يطرحه الشارع الرياضي القنيطري اليوم: هل ينجح الحضيري، كما فعل من قبل مع البطائح، في قيادة “الكاك” نحو العودة إلى قسم الأضواء؟ الجواب ستحمله الملاعب، ولكن المؤشرات تبدو مشجعة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...