أزمة لقاحات الرضع تشعل غضب الأمهات وتشُلّ المراكز الصحية بالقنيطرة

تشهد مدينة القنيطرة منذ عدة أسابيع ارتباكًا كبيرًا داخل مراكزها الصحية، بعد نفاد اللقاحات الموجّهة للأطفال والرضع بشكل مفاجئ، ما وضع الأسر أمام معاناة يومية في البحث عن جرعة قد تُحصّن أبناءهم في الوقت المناسب.

وقد دفع هذا الوضع مئات الأمهات إلى خوض رحلة بحث يومية شاقة بين مختلف المستوصفات، انتهت بالكثير منهن دون نتيجة، وسط مخاوف متصاعدة من تأثير هذا “البلوكاج” الصحي على المناعة المكتسبة لدى أطفالهن.

وتفيد المعطيات التي رصدتها جريدة “العالم24” بأن عدداً من المراكز الصحية بمختلف أحياء المدينة تعرف منذ ساعات الصباح الأولى توافد مجموعة من الأمهات، أملاً في الحصول على جرعات التلقيح، إلا أن الجواب الذي يتكرر على مسامعهن من قبل الأطر التمريضية هو أن: “اللقاح غير متوفر.. والوزارة لم ترسل الحصة بعد”.

هذا الوضع خلق موجة استياء واسعة، خاصة في ظل غياب تام لأي توضيحات رسمية حول أسباب الانقطاع أو موعد حل الأزمة.

وفي تصريحها لجريدة “العالم24” أكدت إحدى المتضررات أنها تتردد على المركز الصحي منذ ثلاثة أسابيع لتلقيح ابنها دون أن تتمكن من ذلك، مشيرة إلى أن هذا التأخير يربك الجدول الزمني للتلقيح (Carnet de Santé) ويضع الأسر في حالة توتر وانتظار.

وتأتي هذه الأزمة في وقت تتزايد فيه التحذيرات الطبية من المخاطر التي تترتب على تأجيل الجرعات الأساسية، خصوصاً بعد عودة الحديث عن تسجيل حالات من مرض الحصبة “بوحمرون” في مناطق مختلفة، ما يعيد إلى الواجهة شبح أمراض اعتُقد أنها باتت تحت السيطرة.

من جهتهم، شدد عدد من العاملين في القطاع الصحي بالقنيطرة على أن الإشكال يتجاوز المراكز المحلية، مؤكدين أن الخصاص مرتبط بمستوى مركزي وأن الاحتياطي نفد بالكامل، بينما تظل الكميات المتوفرة أقل بكثير من حجم الطلب، وهو ما يضعهم في مواجهة مباشرة مع غضب المواطنين.

ومع تفاقم الوضع، تتصاعد الدعوات إلى تدخل سريع من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لإعادة تزويد مراكز القنيطرة باللقاحات اللازمة، تفاديًا لأي تداعيات وخيمة قد تمس صحة الرضع وتفتح الباب أمام عودة أمراض خطيرة إلى المشهد الصحي من جديد.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...