توفي الفنان الكويتي المخضرم محمد المنيع أمس الجمعة 8 غشت الجاري، بعد معاناة صحية أثرت على وظائف الكلى والكبد، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا امتد لعقود من الزمن.
واستذكره كثيرون بكلمات مؤثرة، بينهم وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري، الذي وصفه بأنه أحد أعمدة الفن في الكويت والخليج، لما قدّمه من أعمال خالدة ومواقف تعكس صدقه الفني وإخلاصه لجمهوره.
وقد تقرر أن يُدفن مساء يومه السبت 9 غشت الجاري، في مقبرة الصليبيخات، بينما يستقبل ذوو الفقيد المعزين في منطقة الشامية يومي الأحد والاثنين.
وقد بدأت مسيرة المنيع بعيدًا عن خشبة المسرح، إذ عمل في بداياته في ميادين شاقة ضمن قطاع النفط، متنقلاً بين لحام الأكسجين والإشراف الميداني في الأحمدي والشويخ، قبل أن ينتقل عام 1961 إلى عالم المسرح، حين التحق بالمسرح الشعبي، ليشارك بعدها بثلاث سنوات في تأسيس فرقة المسرح الكويتي، ويصبح لاحقًا أحد أبرز قيادييها. وكان حضوره على الخشبة مؤثرًا، حيث قدّم أعمالًا لافتة تركت أثرًا واضحًا في الذاكرة الفنية الخليجية، من بينها “علي جناح التبريزي” و”حظها يكسر الصخر” و”فرسان”. ولم يقتصر عطاؤه على المسرح، بل كان له حضورٌ بارز في الدراما التلفزيونية، حيث شارك في مسلسلات لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور، مثل “غصون في الوحل”، “الداية”، و”زمان الإسكافي”، أما ظهوره الأخير فكان في مسلسل “عبرة شارع” عام 2018، إلى جانب مشاركته في أفلام سينمائية منها “بس يا بحر” و”أوراق الخريف”.
وُلد محمد المنيع في يونيو من عام 1930، وكان من أوائل من أسهموا في بناء الحركة المسرحية الكويتية، ليس فقط كممثل، بل كإداري وقيادي ساهم في وضع ملامح مرحلة فنية مهمة، لاسيما خلال فترة توليه مناصب قيادية في فرقة المسرح الكويتي بين عامي 1965 و1969، حيث لعب دورًا محوريًا في تحديد المسارات الإبداعية لتلك المرحلة. وبرحيله، يفقد الوسط الفني الخليجي أحد رموزه البارزين الذين تركوا أثرًا لا يُمحى في سجل الفن العربي المعاصر.