شهدت الأسواق المغربية خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار فاكهة التين الشوكي، المعروفة محليًا بـ”الهندية” أو “الزعبول”، وهي الفاكهة التي لطالما لُقبت بـ”فاكهة الفقراء” نظرًا لتوفرها الواسع وسعرها المنخفض سابقًا. إلا أن هذا اللقب بات اليوم محل شكّ، بعدما أصبحت هذه الفاكهة بعيدة المنال بالنسبة للعديد من المواطنين، خاصة من ذوي الدخل المحدود.
وقد عبّر عدد من الباعة والمستهلكين عن استيائهم من الغلاء المفاجئ، معتبرين أن هذا الارتفاع “غير مبرر” ويعود إلى عوامل بيئية وإنتاجية متشابكة، من بينها تراجع إنتاج الصبار نتيجة مرض “القرموزية” الذي أصاب مساحات شاسعة من نبتة التين الشوكي.
وفي تصريح لـجريدة”العالم 24“، قال مبارك بريطل، أحد الباعة في سوق التين الشوكي: “خويا، كان الزعبول زمان رخيص، كنا تنشارجيو الكروسة بـ 500 ريال أو 1000 ريال، ونبيعوه بـ 4 دراهم أو حتى 7 دراهم للوحدة، والناس كانت تشري وترتاح. دابا ولى الزعبول قليل، والوحدة وصلات حتى لـ 7 دراهم، والصندوق كيتباع ما بين 700 و1000 درهم!”
وأكد البائع ذاته أن هذا التحول المفاجئ في السوق بدأ قبل حوالي أربع سنوات، عندما بدأ مرض “القرموزية” في الانتشار، مسببًا في تراجع كبير في الإنتاج، خصوصًا في المناطق القروية المحيطة. “دابا ما بقاش الظلف في العروبيات، لا فالغارب لا فالعين عريس، كان الجنان كيهبط في أسبوع، والصبار كيمرض وما كيبقاش صالح”، يضيف المتحدث.
من جهته، عبر عن حزنه لما آلت إليه أسعار فاكهة الفقراء المفضلة، التي لطالما كانت جزءًا من مائدة البسطاء. “كنا نشريو 3 بدرهم، دابا 7 دراهم! هادي ولات غداء ديال عائلة كاملة، ماشي فاكهة. كاين اللي كان كيتغدى ويتعشى غير بالزعبول وخبزة، واليوم ما بقاش يقدر يشريه”.