رغم أن شرب الماء يظل الوسيلة الأساسية للحفاظ على رطوبة الجسم، إلا أن كثيرين قد لا يدركون أن الأطعمة التي نتناولها يوميًا تشكّل مصدرًا مهمًا للماء كذلك. فبحسب تقرير نُشر على موقع Harvard Health في يوليو 2024، تُعد العديد من الأطعمة – حتى تلك غير المتوقعة – مكوّنًا فعّالًا في تلبية احتياجات الجسم من السوائل.
تشير نانسي أوليفيرا، اختصاصية التغذية في مستشفى Brigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد، إلى أن نسبة الماء في بعض الخضروات قد تصل إلى 95%. وتشمل هذه الخضروات الكرفس، الخيار، وخس الرومين، وهي خيارات ممتازة لتعزيز الترطيب، خاصة في الأيام الحارة أو خلال فترات النشاط البدني. الفواكه بدورها تلعب دورًا مهمًا، حيث تحتوي أصناف مثل العنب الأخضر، الخوخ، وحتى الذرة على ما بين 70% و90% من الماء. هذا يجعلها وجبات خفيفة مثالية تمد الجسم بالسوائل، إلى جانب ما توفره من سكريات طبيعية وألياف ومغذيات.
من المثير للاهتمام أن بعض الأطعمة التي تبدو جافة أو “قليلة السوائل” تحتوي هي الأخرى على نسبة لا بأس بها من الماء. فعلى سبيل المثال، يحتوي الخبز المصنوع من القمح الكامل على قدر من الرطوبة، كما يضم الجوز والسلمون المطهو نسبة ملحوظة من الماء، تسهم – وإن بشكل أقل – في دعم توازن سوائل الجسم.
إذا كنت ترغب في زيادة ترطيب جسمك من خلال نظامك الغذائي، فإن بعض الأطعمة الغنية بالماء مثل الخيار، الكرفس، خس الرومين، البطيخ، الشمام، البرتقال، الجريب فروت، الفراولة والعنب يمكن أن تساعد بشكل كبير. هذه الأطعمة لا توفر الماء فقط، بل تمد الجسم بفيتامينات ومعادن مفيدة، وتُعتبر وجبات صحية خفيفة مثالية على مدار اليوم.
إن تضمين الأطعمة الغنية بالماء في النظام الغذائي لا يُغني عن شرب الماء، لكنه يُعد وسيلة فعالة ومساعدة للحفاظ على رطوبة الجسم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة أو في حالات بذل مجهود بدني. لذا، في المرة المقبلة التي تتناول فيها وجبة، تذكّر أن ما تأكله قد يروي عطشك أكثر مما تتصور.