فقد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام رسمي في فرنسا، بموجب مرسوم رسمي صدر يوم أمس الأحد 15 يونيو الجاري، وذلك على خلفية إدانته المتكررة في قضايا فساد واستغلال للنفوذ.
ويأتي هذا القرار بعد أن ثبتت محكمة التمييز الفرنسية، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، حكمًا سابقًا صدر ضد ساركوزي يتضمن تهمة “عقد صفقة فساد” مع قاضٍ كبير عام 2014، مقابل وعود بمنصب شرفي في موناكو. وأُدين إلى جانب محاميه تييري هيرزوغ، وتم الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، إحداها نافذة مع مراقبة إلكترونية عبر سوار، خضع له لمدة ثلاثة أشهر.
وسبق أن أدين ساركوزي أيضًا بسبب تجاوزات مالية أثناء حملته الرئاسية الفاشلة عام 2012، حين حاول العودة إلى قصر الإليزيه. وتُعد هذه الإدانة الثانية له، مما أدى إلى تعميق أزمته القانونية والسياسية.
ورغم المعارضة التي أبداها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون تجاه سحب الوسام، إلا أن القوانين المنظمة تمنح الدولة صلاحية سحب وسام جوقة الشرف من المدانين في قضايا فساد. وبذلك يصبح ساركوزي ثاني رئيس فرنسي سابق يُحرم من هذا الوسام، بعد فيليب بيتان الذي أُدين بالخيانة بعد الحرب العالمية الثانية.
ساركوزي، البالغ من العمر 70 عامًا، لا يزال يخوض معركة قضائية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مع نفيه القاطع لكل التهم المنسوبة إليه. وفي الوقت ذاته، يُنتظر أن يصدر حكم قضائي جديد ضده في شتنبر المقبل، على خلفية تهم تتعلق بتمويل غير مشروع لحملته الانتخابية عبر أموال يُعتقد أنها جاءت من نظام معمر القذافي.
ورغم تعقّد وضعه القانوني، ما يزال ساركوزي يُعتبر شخصية ذات نفوذ داخل اليمين الفرنسي، ويحافظ على علاقات وثيقة بالرئيس ماكرون، في مشهد يعكس استمرار حضوره في الكواليس السياسية.