طفت إلى السطح، من جديد، قضية الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، بعد عام على تتويجها بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، إثر تسريبات لتقارير طبية تشير إلى وجود خصائص بيولوجية “ذكورية” في تكوينها الجيني، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول مدى قانونية مشاركتها في منافسات السيدات، ويضع اللجنة الأولمبية الدولية في موقف لا يخلو من الحرج.
التسريبات، التي كشف عنها موقع *3 Wire Sports*، تضمنت نتائج لفحوص كروموسومية أُجريت خلال بطولتي العالم للملاكمة عامي 2022 و2023، وأفادت بأن الحمض النووي لخليف يحمل الصيغة XY، وهي نمط وراثي يُنسب عادة إلى الذكور. وقد جرت التحاليل في مختبر أمريكي معتمد دولياً، ما يمنحها ثقلاً علمياً يصعب تجاهله.
وتعيد هذه المعطيات إثارة قضية لطالما شغلت الأوساط الرياضية والطبية، لاسيما أن خليف سبق وخضعت لفحوصات طبية أخرى نُشرت نتائجها منتصف عام 2023، وأشارت إلى إصابتها باضطراب نادر في النمو الجنسي مرتبط بنقص إنزيم 5-ألفا ريدوكتاز، وهو خلل يؤدي إلى بروز خصائص ذكورية رغم المظهر الخارجي الأنثوي.
اللجنة الأولمبية الدولية التي سمحت بمشاركة خليف في أولمبياد باريس، اعتبرت في وقت سابق أن الفحوصات التي أُجريت بشأنها “غير قانونية” و”غير موثوقة”، واتّهمت روسيا بترويج “حملة تضليل إعلامي”. إلا أن التقارير الجديدة تضعها أمام مساءلات حقيقية بشأن آليات التحري والفصل في قضايا الرياضيين ذوي الخصائص الجنسية غير النمطية.
ويرى مراقبون أن هذه القضية تمثل اختباراً دقيقاً للهيئات الرياضية العالمية، خاصة فيما يتعلق بالموازنة بين العدالة التنافسية وحماية الخصوصية الطبية للرياضيين.
وفي وقت يترقّب فيه الشارع الجزائري تطورات الملف، يخشى كثيرون أن تطغى الشكوك على مسيرة بطلة أولمبية تحوّلت فجأة من مصدر فخر وطني إلى محور جدل عالمي.