في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز تجربة الحجاج وتسهيل أداء المناسك، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية في الحرمين الشريفين، أمس الجمعة 30 ماي الجاري، عن ترجمة خطبة يوم عرفة لهذا العام إلى 35 لغة، بهدف إيصال معاني الخطبة وقيمها الروحية والإنسانية إلى المسلمين حول العالم، وتعزيز رسائل الاعتدال والتسامح عبر لغات مختلفة.
وأوضح الشيخ عبد الرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن خطبة عرفة هذا العام ستتضمن مضامين تدعو إلى الأخوة الإنسانية والتقارب الحضاري، وستُبث بلغات متعددة لضمان فهمها على أوسع نطاق بين المسلمين من مختلف الثقافات.
وفيما يخص التوقيت، أعلنت المحكمة العليا السعودية أن الوقوف بعرفة سيكون يوم الخميس التاسع من شهر ذي الحجة، الموافق 5 يونيو 2025، فيما سيصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة التالي، السادس من يونيو.
وفي سياق موازٍ، تتواصل الاستعدادات التقنية والخدمية لتيسير مناسك الحج لهذا العام، حيث تبنّت الجهات المختصة مجموعة من الابتكارات التقنية المتقدمة، من أبرزها استخدام حساسات ذكية وقارئات إلكترونية عند مداخل ومخارج المسجد الحرام، وذلك لرصد حركة الحشود وتحليل تدفقها بشكل فوري، ما يعزز قدرة الفرق التشغيلية على إدارة التجمعات وضمان انسيابية الحركة في المواقع الحيوية.
ووفق ما أفادت به الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، فإن هذه الأنظمة الذكية مدعومة بكاميرات متطورة ترصد لحظات الدخول والخروج بدقة، ما يمكّن من اكتشاف مواطن التكدس واتخاذ إجراءات فورية لتحسين عملية التفويج.
كما شملت التحسينات الميدانية تطوير منشأة الجمرات، حيث تم تنفيذ أعمال تحديث شاملة في محطات الكهرباء التابعة لها لضمان استمرارية الخدمة، إضافة إلى إنشاء وتأهيل دورات مياه جديدة في الطابق الأرضي بما يتناسب مع احتياجات الحجاج ويضمن راحة أكبر أثناء أداء الشعائر.
هذه الخطوات المتكاملة تأتي في سياق رؤية شاملة لتوفير بيئة آمنة وسلسة لملايين الحجاج، تجمع بين التقنية المتقدمة والخدمة الميدانية عالية الكفاءة، في سبيل تسهيل مناسك الحج والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.