أبرزت دراسة علمية حديثة أن للبيض تأثيرًا محتملاً في دعم الصحة الإدراكية، على الرغم من محتواه العالي من الكوليسترول، ما يدفع إلى إعادة النظر في التصورات السائدة حول علاقته بالصحة العامة.
وقد بينت نتائج الدراسة أن النساء اللواتي أدرجن البيض ضمن نظامهن الغذائي بانتظام أظهرن تباطؤًا في تدهور الذاكرة القصيرة والطويلة المدى.
أما بالنسبة للرجال، فقد بدت النتائج أكثر تعقيدًا، إذ لم يظهر التأثير نفسه في البداية، لكن باستخدام تحليل مختلف لنفس قاعدة البيانات، لاحظ الباحثون أن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من البيض حققوا أداءً إدراكيًا أفضل، بينما لم تسجل النساء نفس المكاسب في هذا التحليل.
هذا التباين في النتائج يسلط الضوء على أهمية العوامل الفردية وربما البيولوجية، ما يستدعي المزيد من الدراسات لفهم العلاقة بدقة. ووفقًا لتصريحات الباحثَين دونا كريتز سيلفرشتاين وريكي بيتنكورت من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، فإن وجود الكوليسترول في البيض لا يعني بالضرورة ضررًا للصحة، بل إن مكوناته الغذائية قد تكون مفيدة للدماغ.
إذ يحتوي البيض على مغذيات رئيسية مثل البروتينات، والأحماض الأمينية، والكولين، والكاروتينات، والتي ترتبط كلها بالحفاظ على صحة الخلايا العصبية وتحسين الوظائف الإدراكية. كما دعمت أبحاث سابقة الفرضية نفسها، بعد أن أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كافية من الكولين يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة والانتباه.
ورغم أن العديد من التساؤلات ما تزال قائمة بشأن التأثيرات الغذائية الدقيقة للبيض، إلا أن المعطيات الجديدة تشير إلى أن الصورة العامة حول الكوليسترول الغذائي قد تكون أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا، خصوصًا في ما يتعلق بصحة الدماغ.