أعلنت جمعية علم الحيوان الملكية في اسكتلندا إنهاء حياة أنثى الدب القطبي “فيكتوريا” بطريقة القتل الرحيم، وذلك بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة ومشاكل صحية مزمنة رافقتها في سنواتها الأخيرة.
وقد جاءت هذه الخطوة المؤلمة بناءً على توصية فريق الأطباء البيطريين الذين راعوا جودة حياتها وسلامتها قبل اتخاذ القرار النهائي.
فيكتوريا، التي بلغت من العمر 28 عامًا، كانت تُعد رمزًا فريدًا في الحياة البرية بالمملكة المتحدة، لا سيما أنها كانت أكبر أنثى دب قطبي فيها. ولدت في ديسمبر عام 1996 داخل “حديقة حيوان روستوك” في ألمانيا، قبل أن تنجب أول أنثى لها، “مالك”، عام 2008 في “حديقة حيوان آلبورج” بالدنمارك، ما شكل لحظة مهمة في مسيرتها كأم في بيئة ترفيهية خاضعة للرقابة الطبية والرعاية المستمرة.
من جهة أخرى، شهد عام 2015 انتقال فيكتوريا إلى حديقة هايلاند للحياة البرية في اسكتلندا، حيث واصلت هناك رحلتها وسط اهتمام خاص من الجمعية الملكية المعنية بالحفاظ على الحياة البرية.
وبالإضافة إلى “مالك”، أنجبت هناك دبين ذكرين: “هاميش” في عام 2017 و”برودي” في عام 2021، ما جعلها واحدة من الدببة القليلات اللواتي تركن أثراً واضحاً في برامج الإكثار والمحافظة على هذا النوع المهدد.
رغم ذلك، لم تتمكن الرعاية البيطرية المكثفة من وقف التدهور الصحي الذي أصاب فيكتوريا في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي دفع الجمعية إلى اتخاذ قرارها الصعب، مراعية في ذلك الجوانب الأخلاقية والإنسانية المتعلقة بحياة الحيوانات في الأسر. في المقابل، لم يخفِ القائمون على الحديقة حزنهم على فقدان رمز من رموزها البارزة، مؤكدين أن فيكتوريا تركت بصمة لا تُنسى لدى الزوار والموظفين على حد سواء.
من الجدير بالذكر أن جمعية علم الحيوان الملكية لطالما التزمت بسياسات تضع راحة الحيوان وكرامته في مقدمة أولوياتها، وهو ما بدا جليًا في الطريقة التي تعاملت بها مع حالة فيكتوريا الصحية. وبالإضافة إلى حزن فقدها، يظل إرثها حاضراً في الذاكرة الجماعية لكل من تابع مسيرتها، سواء في حدائق الحيوان التي احتضنتها أو من خلال ذريتها التي تمثل استمرارًا لسلالتها النادرة.
وهكذا، تُطوى صفحة فيكتوريا بصمت ووقار، بعدما جسّدت لسنوات طويلة صورة الدب القطبي في بيئة تخضع للرعاية والبحث، بينما يستمر عمل الجمعيات المعنية بحماية الحياة البرية في السعي لتوفير أفضل الظروف الممكنة لمثل هذه الكائنات، وسط تحديات مناخية وبيئية متزايدة.