يتخذ المحتالون من مشاعر الثقة والعاطفة مدخلاً بارعاً للإيقاع بضحاياهم، مستغلين أدوات بسيطة كالرسائل النصية وتطبيق واتساب لتنفيذ حيل ذكية تتنكر في هيئة أبناء أو أصدقاء في ورطة. تبدأ الحيلة عادة برسالة من رقم غير مسجل، يُزعم فيها تعطل الهاتف، ويُطلب فيها التواصل العاجل بسبب موقف طارئ، غالباً يتضمن طلب تحويل مالي سريع.
هذه الرسائل التي تُبنى على استعجال الضحية وخلق حالة من الذعر العاطفي تكون محكمة التفاصيل، بما يكفي لجعل الأمر يبدو حقيقياً، خصوصاً حين يدّعي المحتال أنه الابن أو الابنة ويؤلف قصة محكمة تتعلق بفقدان الوصول إلى حسابه البنكي بسبب تغيير الرقم، ويطلب من “الأم” التحويل المؤقت.
في إحدى الحالات الطريفة والمؤسفة في آن، انتحل محتال شخصية فتاة تُدعى تشارلي ليقنع امرأة بضرورة إرسال المال، لكنها تذكرت فجأة أن ابنتها لا تزال رضيعة ولا تملك هاتفاً، فأدركت الخدعة وأفشلت العملية في اللحظة الأخيرة.
بيانات صادرة عن أحد البنوك الكبرى في المملكة المتحدة أظهرت أن أكثر حالات الاحتيال نجاحاً هي التي ينتحل فيها الجاني شخصية الأبناء، تليها حالات انتحال صفة صديقة أو أم، في دلالة واضحة على هشاشة الحماية حين يُخاطب الضحية من زاوية عاطفية.
التطور التقني أضاف مستوى خطيراً لهذه الأساليب، حيث بات المحتالون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتوليد أصوات تشبه تماماً أصوات المقربين من الضحية، فيزيد ذلك من مصداقية الرسائل الصوتية ويصعّب التمييز بينها وبين الحقيقية.
ويبدأ كل شيء برسالة تبدو مألوفة لكن من رقم مجهول، يتبعها إلحاح، ثم قصة مفبركة تنتهي بطلب تحويل إلى حساب غريب.
لمواجهة هذه الحيل، ينصح الخبراء بعدم التفاعل مع أي رسالة مالية من مصدر غير موثوق، والتحقق مباشرة عبر الاتصال أو طرح أسئلة لا يعرف إجاباتها سوى الشخص الحقيقي، لأن دقائق من التروي قد توفر على الضحية خسائر مالية كبيرة وندماً يصعب نسيانه.