يرى أطباء النساء والتوليد أن ضغط الدم أثناء الحمل يعد من المؤشرات المهمة التي تعكس حالة الأم والجنين، إذ يمكن أن يتغير بفعل التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الأوعية الدموية فتتمدد، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط غالباً مع بداية الحمل، ويبلغ أدنى مستوياته في منتصف الثلث الثاني. لهذا السبب، يحرص الأطباء على متابعة ضغط الدم في كل زيارة روتينية، لأنه يوفر معلومات أساسية تساعد في الكشف المبكر عن أي اضطراب قد يشكل تهديداً على سلامة الحمل.
انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل أمر شائع، لكنه لا يخلو من أعراض مزعجة مثل الدوار والإغماء والغثيان وتشوش الرؤية وبرودة الأطراف، وقد يعود إلى أسباب مختلفة، منها الوضعية الخاطئة أثناء النوم، خاصة على الظهر أو الجانب الأيمن، أو بسبب أمراض مزمنة مثل مشكلات القلب والكلى، إضافة إلى فقر الدم وسوء التغذية وبعض الالتهابات.
كما يمكن أن يؤدي الحمل خارج الرحم إلى نزيف شديد يسبب هبوطاً حاداً في الضغط، وقد تسهم التغيرات الهرمونية في تمدد الأوعية الدموية بشكل يؤثر على تدفق الدم الطبيعي. وفي حالات أخرى، يرتبط انخفاض الضغط بالإصابة بالجفاف الناتج عن القيء أو الحمى أو الإسهال، أو بسبب نقص في عناصر مهمة مثل فيتامين ب12 وحمض الفوليك، ما ينعكس سلباً على الدورة الدموية ويؤثر على وصول الأكسجين إلى الجنين.
رغم أن انخفاض الضغط غالباً ما يتحسن بعد الولادة، إلا أن بعض المضاعفات قد تظهر أثناء الحمل مثل فقدان الوعي أو حدوث تلف في الأعضاء نتيجة ضعف تدفق الدم، ما قد يهدد صحة الجنين.
أما ارتفاع ضغط الدم فيبدأ عندما تتجاوز قراءة الضغط 140/90 ملم زئبق، وهو ما قد يتسبب في أعراض مزعجة كآلام الرقبة والبطن، وتشوّش في الرؤية واحتباس السوائل. وتشير الدراسات إلى أن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى انخفاض وزن الجنين عند الولادة، ويصبح مقلقاً بشكل خاص إذا ظهر بعد الأسبوع العشرين من الحمل، حيث ينبغي حينها مراجعة الطبيب على الفور لتفادي مضاعفات محتملة.
وللحد من هذه المخاطر، من المهم التزام الحامل بزيارات المراقبة الدورية واتباع تعليمات الطبيب بدقة، سواء في ما يخص الأدوية أو النشاط البدني أو التغذية. كذلك يُنصح بتجنب الأماكن التي تحتوي على ملوثات مثل دخان السجائر، وعدم تناول أي دواء من دون استشارة طبية.
وفي الحالات الحرجة، قد يلجأ الأطباء إلى تعديل الأدوية أو إعطاء علاجات وقائية لتجنب التشنجات خلال المخاض. إن التوازن في نمط الحياة والمتابعة الطبية الدقيقة يظلان المفتاح الأساسي لضمان سلامة الأم والجنين طوال فترة الحمل.