يُعد الحفاظ على تغذية متوازنة خلال فترة الحمل أمراً بالغ الأهمية لصحة الأم والجنين على حد سواء. فالجنين يعتمد بشكل أساسي على العناصر الغذائية التي تحصل عليها الأم، ولهذا فإن أي نقص في الفيتامينات أو المعادن قد يُعرض الحمل لمضاعفات خطيرة.
كثيراً ما يرتبط هذا النقص بأنماط غذائية غير صحية أو اضطرابات في الشهية كالغثيان أو القيء أو حتى تأثير بعض الأدوية التي تعيق امتصاص العناصر الحيوية.
ففي بعض الحالات، تؤدي التهابات مزمنة أو حالات اكتئاب إلى فقدان الرغبة في الأكل، مما يزيد من خطورة الإصابة بسوء التغذية أثناء الحمل.
من أبرز العلامات التي قد تشير إلى هذا النقص، ضعف جهاز المناعة، واضطرابات الوزن، وفقر الدم الذي ينتج عن نقص الحديد الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء.
كما أن نقص بعض العناصر مثل أحماض أوميغا 3 يمكن أن يكون له أثر نفسي واضح، مثل زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب. وقد تتفاقم هذه الحالة لتؤثر على الجنين، مسببة تأخراً في النمو، أو انخفاضاً في الوزن عند الولادة، وحتى مضاعفات أكثر خطورة كتشوهات خلقية أو تلف في الدماغ.
ولتفادي كل ذلك، يجب على المرأة الحامل أن تواكب احتياجاتها الغذائية التي تختلف حسب كل مرحلة من مراحل الحمل. ففي الثلث الأول تحتاج إلى نحو 1800 سعرة حرارية يومياً، لترتفع تدريجياً حتى تصل إلى 2400 سعرة في الشهور الأخيرة.
ويُنصح بتناول الكربوهيدرات المعقدة كمصدر أساسي للطاقة، إضافة إلى البروتينات لبناء أنسجة الجنين. يمكن الحصول على هذه العناصر من خلال الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، اللحوم، البيض، والمكسرات، لضمان حمل صحي ومتوازن وتوفير كل ما يحتاجه الجنين لينمو بشكل طبيعي.