هل تؤثر الإبر العلاجية على الصيام..؟

في شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على أداء فريضة الصيام، التي تتطلب الامتناع عن الأكل والشرب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس. ومع ذلك، قد يحتاج بعض الأفراد إلى تلقي علاجات طبية خلال نهار الصيام، مثل الإبر العلاجية، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الإبر على صحة الصيام.

تختلف الإبر العلاجية في أنواعها واستخداماتها، ويمكن تصنيفها إلى إبر غير مغذية وإبر مغذية. الإبر غير المغذية تشمل الإبر العلاجية مثل إبر الإنسولين، المسكنات، المضادات الحيوية، وإبر التطعيمات. هذه الإبر لا تُفطر الصائم لأنها لا تصل إلى جوف الصائم عبر منفذ مفتوح ظاهرًا. وقد أشار الشيخ ابن باز إلى أنه لا حرج في استخدام الإبر المقوية والمسكنة للآلام أثناء الصيام، وأن الممنوع هو الإبر المغذية التي تفطر الصائم، إلا إذا اضطر إليها المريض، فيأخذها ويفطر، وحكمه حكم المرضى.

من جهة أخرى، تُعتبر الإبر الوريدية ذات الهدف التغذوي، مثل المحاليل المغذية التي تُعطى عن طريق الوريد وتقوم مقام الأكل والشرب، من المفطرات. وقد أوضح موقع “الإسلام سؤال وجواب” أن الحقن والمحاليل المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب تُفطر الصائم، لأنها بمنزلة الأكل والشرب.

وفيما يتعلق بإبر الأنسولين التي تُعطى تحت الجلد لمرضى السكري، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من أخذ حقن الأنسولين تحت الجلد أثناء الصيام، ويكون الصيام معها صحيحًا، لأنها وإن وصلت إلى الجوف، فإنها تصل إليه من غير المنفذ المعتاد، ومن ثَمَّ يكون الصوم معها صحيحًا.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الموقع الإسلامي الطبي إلى أن الإبر التي تُعطى في العضل أو تحت الجلد، مثل إبر المضادات الحيوية أو المسكنات أو إبر الأنسولين، لا تُفطر الصائم، لأنها لا تصل إلى الجوف عبر منفذ معتاد.

بناءً على ما سبق، يمكن القول إن الإبر العلاجية غير المغذية، سواء أُعطيت في العضل أو الوريد أو تحت الجلد، لا تُفطر الصائم. أما الإبر المغذية التي تُعطى عن طريق الوريد وتقوم مقام الأكل والشرب، فهي تُفطر الصائم. وفي حالة الضرورة الطبية، يُنصح باستشارة الأطباء وأهل العلم للحصول على التوجيه المناسب.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...