أحدث عبد الإله، المعروف بلقب “محوت”، ضجة واسعة في سوق السمك بعدما فاجأ الجميع ببيع السمك بأسعار رمزية لم تتجاوز بضعة دراهم، وبينما رحب بعض المواطنين بهذه الخطوة، عبر بائعو السمك في القنيطرة عن استغرابهم، مشككين في مدى واقعيتها وتأثيرها الحقيقي على الأسعار.
وفي سوق السمك بالقنيطرة، أعرب العديد من البائعين عن دهشتهم من الأسعار التي قدمها “مول الحوت”، معتبرين أنها غير منطقية مقارنة بتكاليف شراء السمك والنقل والتخزين. أحد البائعين قال: “الحوت المليح بالثمن، السردين الجيد اليوم يباع بـ15 درهمًا، بينما كان قبل أيام يصل إلى 30 أو 35 درهمًا، لا يمكن أن يكون هناك انخفاض مفاجئ بهذا الشكل دون أسباب واضحة.”
كما أشار بعض التجار إلى أن الأسعار التي تم الإعلان عنها قد تكون وسيلة لجذب الانتباه أكثر منها تغييرًا حقيقيًا في السوق، وأوضح أحدهم: “هذا الشخص أراد أن يحدث ضجة إعلامية، لكن الحقيقة أن الأسعار لم تنخفض بالشكل الذي يروج له، السمك الأبيض، مثلاً، لا يزال بنفس الثمن ولم يتغير شيء.”
أما عن جودة الأسماك، فقد أكد بائع آخر أن هناك فروقًا يجب مراعاتها: “الجودة موجودة، لكن لا يمكن مقارنة سمك طازج بآخر مجمد أو منخفض الجودة، بعض الناس لا يدركون هذه الفروق، ويظنون أن أي انخفاض في السعر يعني نفس الجودة.”
على الجانب الآخر، عبر العديد من الزبائن عن ارتياحهم لهذه المبادرة، معتبرين أنها خطوة لكسر الاحتكار والتلاعب بالأسعار، وفي هذا الصدد، قال أحد المواطنين: “منذ مدة طويلة ونحن نعاني من ارتفاع الأسعار، واليوم نرى أن بعض الباعة يستطيعون بيع السمك بأسعار معقولة، فلماذا لا يكون هذا هو الثمن الطبيعي دائمًا؟”
كما أشار آخر إلى أن هذه الخطوة كشفت عن وجود مضاربين في السوق: “عندما بدأ البيع بأسعار أقل، وجدنا أن التجار الآخرين بدأوا في تخفيض أسعارهم أيضًا. هذا يعني أن هناك من كان يرفع الأثمان دون سبب حقيقي.”
أما عن توقعاتهم للمستقبل، فقد عبر بعض الزبائن عن أملهم في أن تستمر هذه المبادرة حتى بعد شهر رمضان، حيث تشهد الأسعار ارتفاعًا ملحوظًا بسبب زيادة الطلب. وقال أحدهم: “نأمل أن يكون هذا التغيير دائمًا، وليس مجرد ضجة إعلامية سرعان ما تختفي.
وبين ترحيب المواطنين وتشكيك البائعين، يبقى الجدل قائمًا حول مدى تأثير هذه المبادرة على سوق السمك في القنيطرة. فبينما يراها البعض خطوة لكسر الاحتكار، يعتبرها آخرون مجرد زوبعة إعلامية لن تؤدي إلى تغيير حقيقي في الأسعار. الأيام القادمة وحدها ستكشف ما إذا كان لهذه المبادرة تأثير دائم، أم أنها مجرد حدث عابر في سوق لا يزال يخضع لمعادلات العرض والطلب والمضاربة.