انكب المشاركون، في ندوة دولية حول الذكاء الاصطناعي والتعليم، اليوم الأربعاء موافق 22 ماي الجاري بالرباط، على دراسة مختلف الممارسات العملية لإدماج الذكاء الاصطناعي في صياغة السياسات العمومية المتصلة بالتربية والتعليم العالي.
واستعرض المتدخلون، خلال جلسة نقاشية ضمن هذه الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بشراكة مع الشبكة الأوروبية لمجالس التربية، الممارسات الفضلى والأولويات المتعلقة بإدماج الذكاء الاصطناعي في مختلف أسلاك التعليم عبر أنحاء العالم.
وفي كلمة افتتاحية لهذه الجلسة، أبرزت رئيسة المجلس الأعلى للتعليم في كيبيك، مونيك برودوغ، تأثير الذكاء الاصطناعي على سيرورة تعلم طلبة التعليم العالي وتقييمهم، وكذا على التطوير المهني للأطر التعليمية، مسجلة قلة الهيئات المكلفة باقتراح التوصيات المتعلقة بالمواءمة التعليمية لهذا الابتكار التكنولوجي في كيبيك.
وشددت برودوغ على ضرورة الاهتمام بتحديث الإطار التشريعي في كيبيك للحد من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي على التدريس، وإحداث إطار للنزاهة الأكاديمية يمكن من خلاله لمختلف الفاعلين في عملية التدريس/التعلم استغلال هذه التكنولوجيا على النحو الصحيح، لا سيما عبر تشجيع المؤطرين على الالمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي كي ينتقلوا من وضع الأطر التربوية إلى وضع “الأطر التربوية الم لم ة بالتكنولوجيا”.
من جانبه، أكد رئيس جامعة الأخوين، أمين بنسعيد، الدور الهام الذي يضطلع به الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة لتحسين أداء الأفراد والجماعات، خاصة في ظل تنزيل النموذج التنموي الجديد بالمغرب، مسلطا الضوء على مركزية المواءمة بين المنظومات التعليمية المغربية وهذا الابتكار التكنولوجي الجديد.
كما نبه بنسعيد إلى المخاطر المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة انتهاك خصوصية البيانات، والكسل المعرفي، وأتمتة الوظائف، فضلا عن مفارقة “الرفاهية الحقيقية والافتراضية”.
من جهته، استعرض المستشار الرئيسي بالمجلس الوطني للتربية بهولندا، هاين بروكامب، نتائج تقرير وزارة التعليم الهولندية الصادر سنة 2022، مؤكدا أن التكنولوجيا ستظل وسيلة لتعزيز تعلم الطلبة، داعيا إلى اغتنام الفرص التي تتيحها وتدبير المخاطر الناجمة عنها من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة.
ومن جهة أخرى، قام المشاركون في هذه الندوة بزيارة المركز الدولي للذكاء الاصطناعي بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط.
وتروم هذه الندوة تحديد السبل المثلى لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم والتعلم، وذلك عبر استجلاء تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والتكوين والبحث العلمي، مع التركيز على الفرص والتحديات المرتبطة بإدماجه على المستويين الأخلاقي والاجتماعي.
المصدر : العالم24