العالم24, تتصاعد ألسنة اللهب وتعاظم الدخان الكثيف في سماء غابة مغراوة بإقليم تازة، تنذر بمخاطر الحريق الذي اندلع في أحد الأيام الجمعة المشمسة، فمع الهبوب القوي للرياح والارتفاع المتسارع لدرجات الحرارة، أصبحت منازل السكان المتاخمة للغابة مهددة بالخطر.
وفي عملية إنسانية تحمل بين طياتها عبق الرحمة والاهتمام، قامت السلطات المحلية مساء السبت بإجلاء نحو 60 أسرة من دواري تمرغوت وآيت اسماعيل وذلك تحسبا لتوسع هذا الحريق، تلك الخطوة الجريئة جاءت كجزء من جهود مكافحة الحريق الذي طالما لاحق الغابة وأثار الهلع في قلوب الساكنة المحليين.
وقد تم نقل هذه الأسر إلى مؤسسات اجتماعية في مركز جماعة مغراوة، بما في ذلك دار الطالبة والمدرسة الجماعتية، باستخدام سيارات النقل المدرسي والنقل المزدوج.
على الرغم من جهود فرق الإطفاء في منع تمدد الحريق إلى منازل الساكنة المحلية، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية والتضاريس الصعبة تشكلت كعقبات تعوق جهود الإخماد على الأرض. ومع ذلك، لا تزال قوات الدفاع المدني والدرك الملكي والقوات المساعدة والمجتمع المحلي تتشارك في هذه المعركة البيئية للحفاظ على ممتلكات الناس والبيئة.
في تجسيد للتكاتف والتعاون، تم دعم الجهود البرية لفرق الإطفاء بوسائل جوية من خلال تفعيل طائرتين متخصصتين في إطفاء الحرائق من نوع “كنادير”والتي أثبتت فعاليتها من خلال تنفيذ 10 طلعات فوق موقع الحريق، مع تجديد حمولتهما من المياه من سد إدريس الأول في إقليم تاونات.
وقد أتى هذا الحريق الضخم على مساحة تقدر بحوالي 300 هكتار من الغابة الخضراء، حيث أكد مسؤول غابوي بتازة استمرار الجهود في مواجهة هذا الكارثة البيئية، حيث مازالت بعض البؤر تتجدد بفعل ارتفاع درجات الحرارة، وبالرغم من حلول الليل لم تنخفض الحرارة بالشكل المأمول.
المصدر: العالم24