الرحامنة.. جهود حثيثة لتنزيل النظام الصحي الجماعاتي المتعلق بصحة الأم والطفل

تمثل عمالة إقليم الرحامنة، المنخرطة من أجل النهوض بصحة الأم والطفل، على غرار ما يتم على الصعيد الوطني، أبلغ نموذج على التنزيل “المثالي” و”النموذجي” للنظام الصحي الجماعاتي المتعلق بصحة الأم والطفل، على اعتبار أن الصحة هي رهان ترابي يكتسي أهمية بالغة.

 

وينبع هذا الاهتمام الخاص بتجويد الخدمات الطبية وتوسيع العرض الصحي عموما، وصحة الأم والطفل على وجه الخصوص، من الاهتمام المحوري والدائم للسلطات الإقليمية على مستوى هذا الجزء من التراب الوطني، والسهر على ولوج المواطنين والمواطنات بشكل متكافئ وعلى قدم المساواة للعلاجات، كحق ينص عليه دستور المملكة ويكفله.

 

كما أن مرد هذا الوعي المبكر هو أن صحة وتغذية الأم والطفل تعدان حلقة أساسية في التنمية البشرية، لإسهامهما في تطوير القدرات البدنية والإدراكية للأشخاص في هذه المرحلة الحاسمة من حياتهم.

 

وفي هذا السياق، يتمحور تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واليونيسيف، على مستوى إقليم الرحامنة، وعلى المستوى الوطني، حول تنفيذ هذا النظام الصحي الجماعاتي الموجه عن كثب إلى الساكنة المستهدفة، مع بذل الجهود نحو تنزيل سلسلة من الإجراءات ذات الأثر القوي على الأيام الألف الأولى من حياة الطفل.

 

ولأجل ذلك أيضا ارتقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي توجد حاليا في مرحلتها الثالثة، بتحسين صحة وتغذية الأم والطفل، لاسيما في المناطق القروية التي تعاني الهشاشة، إلى مصاف الأولوية بغرض تعزيز تنمية رأس المال البشري للأجيال الصاعدة.

 

وعلى مستوى إقليم الرحامنة، الذي راكم تجربة رائدة في مبادرة “النساء الوسيطات المجتمعيات”، فإن نتائج هذا النظام ملموسة من حيث تحسين صحة الأم والطفل.

 

وبهدف المساهمة الفعالة في تحسين صحة وتغذية الأم والطفل، تم تقسيم النظام الصحي الجماعاتي إلى عدة مكونات مترابطة هي تعيين النساء الوسيطات المجتمعيات، وتهيئة معدات دور الأمومة، واقتناء المعدات الطبية وسيارات الإسعاف.

 

وبلغة الأرقام، فإن نظام الوسيطات المجتمعيات على مستوى إقليم الرحامنة، يدبر من طرف جمعيتين، هما بالنسبة لدائرة الرحامنة، جمعية “رعاية” لصحة الأم والطفل بالرحامنة، بـ17 دوارا يحظى بالأولوية ويغطيها مركز الصحة القروية في بوشان و 15 دوار يحظى بالأولوية ويغطيها المركز الصحي القروي بصخور الرحامنة.

 

وبالنسبة لدائرة سيدي بوعثمان، يدار نظام الوسيطات المجتمعيات من قبل الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب، فرع الرحامنة، مع المركز الصحي القروي لنزالة لعضم.

 

ولمزيد من الفعالية والنجاعة، تستفيد النساء الوسيطات المجتمعيات من دورات تكوينية وفقا لجدول زمني محدد للغاية. كما تم توزيع معدات وهواتف محمولة لتسيير مأمورية الجمعيات والمراكز الصحية القروية، ومساعدتها على الاضطلاع بمهمتها.

 

وتم إجراء تشخيص مجتمعي في الدوائر ذات الأولوية التي تم انتقاؤها بتنسيق مع السلطات المحلية والمركز الصحي، علاوة على توفير هذا البرنامج لسيارتي إسعاف في كل من صخور الرحامنة وسيدي بوعثمان.

 

فعلى مستوى دائرة الرحامنة، يبلغ عدد النساء الوسيطات المجتمعيات 17 امرأة، أما في صخور الرحامنة فيصل عددهن إلى 15 امرأة، أما بالنسبة لدائرة سيدي بوعثمان، فإن هذا العدد هو 16 امرأة وسيطة مجتمعية.

 

وعلى صعيد دوار بابا عيسى التابع لجماعة صخور الرحامنة، قام فريق من وكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، بمرافقة السيدة العزوزي، المرأة الوسيطة المجتمعية، مما شكل مناسبة للوقوف عند الجهود الدؤوبة التي تبذلها من أجل تقديم مساعدة ودعم أفضل للنساء الحوامل.

 

وفي هذا الإطار، لا تدخر السيدة العزوزي، المفعمة بالحماس والحيوية، أي جهد لتحسيس النساء المستهدفات حول جميع القضايا المتعلقة بالحمل والتغذية الجيدة والرفاه وصحة الأم والطفل، والتدابير اللازمة لاعتماد أسلوب حياة صحي، مع تزويدهن بسلسلة من النصائح العملية التي تهدف إلى تمكينهن من الوضع في ظروف مثلى.

 

ومن بين المهام التي أوكلت للسيدة عزوزي توجيه وتنسيق المستفيدات نحو هياكل العلاجات التابعة للوزارة.

 

وبعد جلسة توعية صباحية للعديد من النساء في سن الإنجاب أو الحوامل، تم التماسها من أجل تقديم المساعدة ومرافقة نقل امرأة أثناء الولادة على متن سيارة إسعاف، تم الحصول عليها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى المركز الصحي القروي في مركز صخور الرحامنة.

 

وبمجرد استقبالها على صعيد هذه البنية الاستشفائية، يحق للمستفيدة الحصول على سلسلة من الفحوصات الطبية قبل الولادة، بمتابعة من طاقم طبي شاب ومتحمس، يؤمن إيمانا راسخا بنبل وإنسانية المهام الموكلة إليه.

 

وأكدت السيدة العزوزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية (M24)، أنه في إطار النظام الصحي الجماعاتي، “نعمل على تحسيس النساء في سن الإنجاب”، منوهة بتمكين النساء الوسيطات المجتمعيات بوسائل الاشتغال، وبسيارة إسعاف، من أجل تسهيل ولوج النساء المستفيدات إلى علاجات طبية ذات جودة داخل المركز الصحي القروي لصخور الرحامنة.

 

وكشفت أن هذا البرنامج مكن من تفادي عدد من الإكراهات والمضاعفات المتصلة بالوضع، مشيدة بالتعبئة والتتبع الدائمين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، واليونسيف، والسلطات الإقليمية، من أجل إنجاح هذا البرنامج.

 

وفي تصريح مماثل، سلطت نجاة نظيفي، ممرضة رئيسة بالمركز الصحي القروي بصخور الرحامنة، الضوء على الدور المهم الذي يقوم به هذا الهيكل الصحي من حيث دعم النظام الصحي الجماعاتي المتعلق بصحة الأم والطفل، وكذا النساء الحوامل في ما يتعلق بالتأطير والتكوين والتوعية حول جميع القضايا المتعلقة بصحة الأم والطفل والتغذية، وضمان نمط حياة صحي، وتنظيم الأسرة. وأضافت السيدة نظيفي، وهي أيضا رئيسة جمعية “رعاية” لصحة الأم والطفل، “نعمل أيضا على تقديم خدمات طبية وقائية ورعاية نوعية في ما يتعلق بصحة الأم والطفل، بتنسيق مع جميع الشركاء المعنيين بالبرنامج، منذ إطلاقه في فبراير 2022، من خلال الوصول إلى المستهدفات وأسرهن بالقرى ذات الأولوية”.

 

وأعربت عن ارتياحها لرؤية النظام الصحي الجماعاتي المتعلق بصحة الأم والطفل يحقق أهدافه من حيث التحسين المستمر لمؤشرات صحة الأم والطفل، مشيرة إلى أن معدل الولادات المراقبة ارتفع بشكل كبير.

 

أما جنان مفتكر، رئيسة قسم التواصل بعمالة إقليم الرحامنة، فاستعرضت دور وأهمية النساء الوسيطات المجتمعيات، من حيث تحسين وتسهيل ولوج الأمهات والأطفال حديثي الولادة إلى الخدمات الطبية عالية الجودة.

 

وأفادت بأنه “على المستوى الإقليمي، نتوفر على 48 امرأة وسيطة مجتمعية، 32 امرأة منهن في صخور الرحامنة وبوشان (المركز الصحي القروي صخور الرحامنة)، و16 امرأة في سيدي بوعثمان (المركز الصحي القروي انزالة العضم). وتشكل هؤلاء النسوة حلقة وصل بين النساء المستهدفات والهياكل الصحية”.

 

وأوضحت أن هذا البرنامج استهدف، منذ إطلاقه سنة 2022، أكثر من 11 ألف امرأة في سن الإنجاب، وذلك بفضل مواكبتهن وتوعيتهن، بالإضافة إلى أكثر من 4000 طفل من حيث دعم نموهم وتطعيمهن، مشيرة إلى أن الميزانية المخصصة لهذا البرنامج بلغت 800 ألف درهم موزعة بين جمعيتين مدبرتين، بالإضافة إلى تكاليف اقتناء سيارتي إسعاف (لصخور الرحامنة ونزالة لعضم التابعة لدائرة سيدي بوعثمان) ومعدات وتجهيز دور الأمومة.

 

 

 

جريدة إلكترونية مغربية

المصدر:  alalam24

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...