الأثاث الإيطالي يغزو السوق المغربي
سجّلت واردات المغرب من الأثاث الإيطالي ارتفاعًا لافتًا خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، حيث بلغت حوالي 58.9 مليون يورو، مقابل 32.3 مليون يورو في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعادل نموًا بنسبة 82.2%، وفق ما أورده كل من مكتب ICE الإيطالي ومركز تتبع التجارة الدولية TDM.
وتعكس هذه الأرقام المكانة المتصاعدة للمغرب كأحد أهم الأسواق التي تستقبل الأثاث الإيطالي، خاصة في فئة المنتجات الراقية، ليصبح هذا القطاع واحدًا من أبرز روافد نمو الصادرات الإيطالية نحو المملكة.
ويأتي هذا التنامي في الطلب بالتزامن مع التطوير المستمر للمنشآت الفندقية والسياحية ومشاريع السكن الفاخر في المغرب، حيث تتجه هذه المؤسسات إلى اقتناء تجهيزات عالية الجودة تتماشى مع المواصفات العالمية للديكور والتصميم.
وبينما يتزايد الإقبال على الأثاث الفاخر، لا تزال الصناعة المحلية عاجزة عن تلبية حاجيات السوق، خصوصًا في الفئات المتوسطة والعالية، مما يمنح الشركات الإيطالية مساحة أكبر لتعزيز حضورها وتوسيع شبكاتها داخل المغرب.
وتُظهر المعطيات أيضًا أن الصين تهيمن على سوق الأثاث منخفض التكلفة بنسبة 17.3%، في حين تأتي إيطاليا في المرتبة الثانية إجمالًا، لكنها تتصدر بفارق واضح قطاع الأثاث الفاخر، متقدمة على تركيا (15.3%) وإسبانيا (12.6%) وفرنسا (7.6%) والبرتغال (6.4%) وألمانيا (5.8%). وهو ما يبرز قوة العلامات الإيطالية في فئة المنتجات الراقية داخل السوق المغربي.
ويُعد القطاع السياحي الفاخر أحد أبرز المحركات لهذا التوجه، إذ تعتمد عدة مؤسسات كبرى على التصاميم الإيطالية أو على مزيج من الطابع المحلي واللمسة الأوروبية، كما هو الحال في فندق The Ritz-Carlton Rabat، وفندق Le Meridien Casablanca، إلى جانب فندق المامونية بمراكش الذي شهد إدماج عناصر تصميم إيطالية عصرية ضمن مرافقه المجددة.
كما تستفيد الشركات الإيطالية من توفر مواد محلية فريدة في المغرب، إذ تعمل علامات مثل Matlight Milano على دمج معادن وأحجار مغربية مثل السيلينيت والأونيكس في منتجات إضاءة فاخرة، مما يخلق تكاملاً بين الحرفية المحلية والخبرة الإيطالية الراقية، ويفتح آفاقًا واسعة للتعاون والاستثمار طويل الأمد داخل السوق المغربي.
