في خطوة تحمل أبعاداً تربوية وصحية ونفسية عميقة، جرى مؤخراً إطلاق دمية مبتكرة مخصصة للأطفال المصابين بداء السكري، وهي مبادرة غير مسبوقة تستهدف منح هؤلاء الصغار مساحة من الأمل والتطبيع مع واقعهم الصحي. تأتي هذه الخطوة استجابةً لتحديات متنامية يواجهها الأطفال الذين يضطرون للتكيف منذ سن مبكرة مع قيود صارمة مرتبطة بنمط الحياة والعلاج، مما قد يؤثر سلباً على نموهم النفسي والاجتماعي.
تؤكد الجهات الراعية لهذا المشروع أن الهدف الرئيس يتمثل في إعادة الاعتبار للطفولة، عبر تقديم نموذج ملموس يساعد الطفل على تقبل وضعه الصحي دون شعور بالعزلة أو الاختلاف السلبي. فالدمية لا تقتصر على كونها لعبة عادية، بل صُمِّمت بعناية لتجسيد ملامح طفل مصاب بالسكري، مع إكسسوارات تحاكي أجهزة قياس السكر أو مضخات الإنسولين، في محاولة لدمج البعد العلاجي داخل إطار ترفيهي يخفف من وطأة المرض.
كما أن هذه المبادرة تنبع من قناعة بضرورة تعزيز التثقيف الصحي لدى الأطفال وأسرهم بطريقة غير مباشرة، حيث تتحول الدمية إلى وسيلة تعليمية تشجع على الالتزام بالعلاج وفهم طبيعة المرض بشكل مبسط، بعيداً عن اللغة الطبية الجافة.
ويتقاطع هذا المشروع مع توجه عالمي متنامٍ يرمي إلى توظيف الإبداع الصناعي والثقافي في خدمة الصحة العمومية. فالأطفال، باعتبارهم الفئة الأكثر هشاشة، بحاجة إلى ما يخفف من شعورهم بالاختلاف أمام أقرانهم. من هنا تأتي أهمية هذه الدمية التي تحمل رسالة مزدوجة: رسالة أمل للأطفال، ورسالة وعي للمجتمع بضرورة إدماج مرضى السكري الصغار في محيطهم الطبيعي دون تمييز.