أطلق الملك محمد السادس رسميًا من الرباط أشغال الخط السككي فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش، في خطوة استراتيجية تنسجم مع التوجهات الكبرى للمملكة في تحديث البنية التحتية وتعزيز التكامل الترابي.
ويأتي المشروع الجديد امتدادًا لخط “البراق” الذي يربط طنجة بالقنيطرة، ما سيخلق ربطًا مباشرًا بين شمال المغرب وجنوبه.
وقد شهدت العاصمة الرباط أجواء استنفار وتحضيرات أمنية مكثفة منذ الثلاثاء، تحسبًا لهذا الحدث البارز الذي يندرج ضمن رؤية ملكية طموحة ترمي إلى الدفع بعجلة التنمية، وتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي مستدام، لا سيما في سياق الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2030 المشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وقد أسند تنفيذ المشروع لمجموعة “كولاس أمبارك” الفرنسية، بعقود بلغت قيمتها حوالي 430 مليون يورو. وسيتولى فرعها المغربي “GTR” إنجاز الحزمة الثالثة مقابل 180 مليون يورو، فيما ستتكفل “كولاس ريل” بالحزمة الشمالية بقيمة 200 مليون يورو، إلى جانب تحديث الخطوط القائمة بحزمة أولى قيمتها 50 مليون يورو.
ويمثل هذا الورش السككي واحدًا من أضخم الاستثمارات في تاريخ قطاع النقل بالمغرب، بما يرتقب أن يحدثه من تحولات نوعية في تسهيل حركة المسافرين، وتنشيط المبادلات الاقتصادية، وفتح آفاق تنموية جديدة للمناطق التي يمر عبرها.