في يوم مشمس، علت فيه زغاريد الفرح ممزوجة بأصوات التصفيق والموسيقى الشعبية، حلّ السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي سليمان مشرفًا على لحظة استثنائية سيحفظها شباب المنطقة طويلاً في ذاكرتهم، حين جرى توزيع 32 مشروعًا مدرًا للدخل لفائدة شباب مقاولين وتعاونيات فاعلة في العالم القروي.
كانت هذه المشاريع ثمرة رؤية ملكية بعيدة المدى، تجسدت عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحديدًا من خلال برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، الذي يُعدّ اليوم بوابة أمل نحو كرامة اقتصادية واجتماعية حقيقية.
بين محور دعم الحس المقاولاتي، الذي نال حصة الأسد بـ27 مشروعًا، ومحور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي وُزّعت فيه 5 مشاريع على تعاونيات ريفية، تبرز قصة شباب تحدّوا البطالة، وواجهوا الهشاشة بإرادة لم تُكسر. لم يكن الوصول إلى لحظة تسلّم المشاريع وليد الصدفة، بل نتيجة مسار متكامل انطلق من “منصة الشباب” التي فتحت أبوابها للاستقبال، والإصغاء، ثم التأطير والمواكبة في إعداد الدراسات التقنية والمالية، قبل أن تصبح الأحلام واقعًا ملموسًا.
ولم يخفِ السيد العامل، بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة، إصراره على ضرورة توحيد الجهود لمواكبة هؤلاء المقاولين الجدد، انسجامًا مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي منح عناية استثنائية لهذه الفئة الحيوية من المجتمع، سعيًا إلى إدماجها في الدورة الاقتصادية، وتمكينها من قيادة مستقبلها بثقة.
ومن بين المستفيدين، نطقت الكلمات بصدق التجربة. شابة مبتسمة روت كيف تقدمت بمنصة الشباب، وقدّمت مشروعها، فوجدت أبواب الدعم مفتوحة: “عاونوني كيفاش نصايب الدوسي ديالي، وورّاوني الطريق… الحمد لله، اليوم حلمي تحقق”. أما صاحب مشروع تربية الدجاج البلدي، فلم يُخفِ امتنانه قائلاً: “نشكر سيدنا الله ينصرو، اللي عطانا الفرصة، ونشكر السيد العامل اللي واكبنا”.
إنها ليست فقط مشاريع صغيرة توزّع في حفل رسمي، بل هي إشارات قوية تؤكد أن الدولة تُراهن على طاقات شبابها. وأن التنمية لم تعد مجرد شعار، بل رؤية تتجسّد في الميدان، حيث تتحوّل المنصات إلى معابر نحو الأمل، والمبادرات إلى مرافئ أمان.
هكذا، كتب شباب سيدي سليمان صفحة جديدة من حياتهم… صفحة مليئة بالإصرار، وروح المبادرة، وتوق لا ينطفئ نحو غدٍ أفضل.