أكد إيغور بتريشينكو، نائب رئيس الوزراء البلاروسي، في تصريحات صحافية حديثة، أن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يشمل روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان، يعتزم توسيع علاقاته التجارية عبر توقيع اتفاقيات لإنشاء مناطق للتجارة الحرة مع دول ثالثة.
وأوضح أن التكتل قد وقع بالفعل اتفاقيات تبادل حر مع دول مثل الصين وفيتنام وصربيا وسنغافورة، بينما تجرى مفاوضات مع دول أخرى، بما في ذلك المغرب والإمارات وتونس وباكستان والهند، مما يعكس اهتمام أكثر من 30 دولة في توقيع اتفاقيات مماثلة.
وفي هذا السياق، أكد المحلل الاقتصادي عبد الخالق التهامي أن المغرب، الذي يمتلك اتفاقيات للتبادل الحر مع العديد من الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لديه القدرة على الاستفادة من علاقاته التجارية مع الاتحاد الأوراسي دون أية تحديات كبيرة.
وأضاف أن الفاعلين الاقتصاديين في المغرب، خاصة في القطاع الخاص، يجب أن يكونوا مستعدين للاستفادة من هذه الاتفاقيات في حال توقيعها، مع التركيز على تصدير منتجات مثل الأسماك والفواكه والخضر والفوسفات.
ولفت إلى أن هذه الاتفاقيات لا تقتصر على الفوائد الاقتصادية، بل تشمل أيضًا مكاسب سياسية، حيث أن توقيعها يمكن أن يُعتبر اعترافًا ضمنيًا بمغربية الصحراء.
من جهته، أشار رشيد ساري، الباحث في الشؤون الاقتصادية، إلى أن روسيا، عبر تحالفاتها الإقليمية مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تسعى لبناء نظام اقتصادي عالمي جديد بالشراكة مع الصين، حيث تهدف إلى تعزيز وجودها في إفريقيا من خلال علاقات تجارية استراتيجية مع دول مثل المغرب.
وأوضح أن موسكو تسعى إلى حماية مصالحها والحد من التبعية للنظام الاقتصادي الغربي، خاصة بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها نتيجة الحرب في أوكرانيا.
كما أكد ساري أن روسيا نجحت في الحفاظ على نمو اقتصادي ملحوظ رغم التحديات، ويعتبر الاتحاد الأوراسي توقيع اتفاقية تبادل حر مع المغرب جزءًا من استراتيجيتها لتوسيع نفوذها في المنطقة، مستفيدة من موقع المغرب الإستراتيجي والبنية التحتية القوية التي تمتلكها.