فرض رسوم لزيارة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء يثير استياء المغاربة

أثار قرار فرض رسوم مالية على دخول ساحة مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء موجة من الاستياء بين المواطنين المغاربة، الذين اعتبروا أن هذا القرار يثير تساؤلات بشأن مكانة هذا المعلم الديني والتاريخي في قلوبهم، حيث تم فرض رسوم تتراوح بين 60 و70 درهما لدخول ساحة المسجد، وهو ما أحدث خيبة أمل لدى الزوار المحليين الذين اعتبروا القرار مفاجئاً ومجحفاً بحق المغاربة الذين ساهموا في بناء هذا الصرح الديني في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

وقد تزايدت ردود الفعل الغاضبة من قبل المواطنين الذين عبروا عن تضايقهم من فرض هذه الرسوم، واعتبروها تناقضاً مع الروح الوطنية التي تربطهم بمسجد الحسن الثاني.

فقد اعتبر العديد منهم أن فرض الرسوم على المغاربة يتنافى مع الذاكرة الجماعية التي تربط الشعب المغربي بهذا المعلم الذي يمثل جزءاً أساسياً من هوية المغرب الثقافية والدينية، واعتبروا أن المسجد، الذي تم بناؤه بجهود وتبرعات المواطنين، يجب أن يظل مفتوحاً دون فرض أعباء مالية على الزوار المغاربة.

كما أشار بعض المواطنين إلى أن المسجد كان منذ سنوات طويلة مكاناً مفتوحاً لجميع المغاربة، سواء كانوا من سكان الدار البيضاء أو من مناطق أخرى، ويعتبرونه جزءاً من موروثهم الثقافي والديني.

ومع فرض الرسوم، يرى البعض أن هذا القرار قد يؤدي إلى تقليص عدد الزوار المغاربة الذين كانوا يترددون على المسجد، مما قد يحد من مكانته كرمز روحي وثقافي في نفوس المغاربة.

فيما أشار آخرون إلى أن فرض الرسوم يجب أن يكون مقتصراً على السياح الأجانب الذين يزورون المسجد في إطار السياحة الدينية والثقافية، وليس على المواطنين المغاربة الذين كانوا جزءاً من بناء هذا المعلم، ويعتبر هؤلاء المواطنون أن المغاربة يجب أن يكون لهم الحق الأول في زيارة هذا المعلم دون دفع أي رسوم إضافية، خصوصاً وأن المسجد يعد موروثاً وطنياً يتجاوز فكرة السياحة التجارية.

وتساءل العديد من المواطنين عن السبب وراء فرض هذه الرسوم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، واعتبروا أن القرار قد يعكس تحولاً نحو التوجه التجاري بدلاً من الحفاظ على الطابع الروحي والديني للمسجد، وأشاروا إلى أن المسجد كان يعتبر مكاناً مفتوحاً للزيارة دون عوائق مالية، مما جعله بمثابة متنفس روحي وثقافي للعديد من المغاربة، خاصة سكان الدار البيضاء الذين يشعرون بأن المسجد جزء لا يتجزأ من هويتهم.

 

 

جريدة إلكترونية مغربية

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...