البحث العلمي والعمل الجمعوي.. جامعة ابن طفيل في طليعة التميز والابتكار

شهدت العاصمة الرباط، يوم أمس الجمعة الموافق لـ8 نونبر الجاري، انطلاق فعاليات المنتدى الوطني الثالث لجمعيات المجتمع المدني، الذي انعقد تحت شعار “البحث العلمي والمجال الجمعوي: نحو آفاق جديدة للتميز والابتكار”، مستقطباً أكثر من 500 مشارك من بينهم أكاديميون، خبراء، وفعاليات من المجتمع المدني، فضلاً عن ممثلين من مؤسسات وطنية ودولية. ويهدف هذا المنتدى، المنظم من طرف الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، إلى تعزيز دور البحث العلمي في خدمة العمل الجمعوي، وفتح المجال أمام الجامعات للإسهام في تطوير الكفاءات والمهن المرتبطة بهذا المجال.

يركز المنتدى على إنشاء شراكات متينة بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، حيث يسعى إلى إبراز أهمية الدراسات والأبحاث التي تقدمها مراكز ومختبرات البحث العلمي في تحسين أداء جمعيات المجتمع المدني، وإنتاج معرفة علمية يمكن استثمارها في إعداد التقارير والتوصيات ذات الطابع المؤسساتي. في هذا السياق، أبرز السيد محمد العربي كركب، رئيس جامعة ابن طفيل، الدور الريادي الذي تلعبه الجامعة في هذا الإطار، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون بين الجامعة والمجتمع المدني كوسيلة لتحفيز الابتكار والتفوق العلمي.

وأكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى بايتاس، خلال كلمته الافتتاحية، أن هذا المنتدى يشكل جسراً يربط بين مجالين حيويين لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة، وهما “البحث العلمي بقيادة الجامعات” و”العمل الجمعوي”. وأشار بايتاس إلى رغبة الوزارة في تكوين شراكات فعالة مع المؤسسات الأكاديمية، لاستثمار إمكاناتها العلمية في خدمة الجمعيات، بما يسهم في تطوير مشاريع مبتكرة تخدم المجتمع وتزيد من فعالية العمل الجمعوي.

وفي كلمة مماثلة، أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، عن أهمية انعقاد هذا المنتدى في سياق يتسم بتسارع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، معتبراً أن تكامل البحث العلمي والعمل الجمعوي يعتبر أداة فعالة لدعم الاقتصاد الوطني ومواجهة التحديات التنموية. وأشاد بمساهمة جامعة ابن طفيل في إثراء هذا النقاش، مؤكداً أن هذا التكامل يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية لتعزيز دور المجتمع المدني في إنجاح المشاريع الوطنية الكبرى.

كما ألقى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضى الشامي، كلمة شدد فيها على أهمية تعزيز التفاعل بين الباحثين الأكاديميين والفاعلين في المجتمع المدني، داعياً إلى تبني صيغ مشتركة للتعاون تتيح استثمار الذكاء الجماعي وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات المجتمعية. وأضاف أن هذا التوجه يشمل توصيات المجلس لدعم العمل الجمعوي وتوفير بيئة قانونية ومالية ملائمة لنمو مجتمع مدني ديناميكي ومتنوع.

وتجدر الإشارة إلى أن جامعة ابن طفيل كانت حاضرة بقوة من خلال عرض أبحاثها ودراساتها في هذا المنتدى، حيث قدمت مساهمات غنية في توسيع النقاش حول أهمية الشراكة بين الجامعات والجمعيات، فضلاً عن مشاركتها في المعرض المصاحب للمنتدى، الذي ضم أروقة متعددة للشركاء لعرض التقارير والمنتجات الفكرية والعلمية المتعلقة بالمجال الجمعوي.

كما سيشهد اليوم الثاني من المنتدى تنظيم أربع ورشات عمل محورية تتناول “دور البحث العلمي في تطوير المعطيات المتعلقة بالمجال الجمعوي”، “إحداث مسالك جامعية متخصصة في العمل الجمعوي”، “الشراكة بين الجامعات والجمعيات”، و”مساهمة الجمعيات في السياسات العمومية”. ومن المنتظر أن تسهم هذه الورشات في بلورة توصيات عملية وقابلة للتنفيذ تعزز من مساهمة الجامعات، كجامعة ابن طفيل، في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي بالمملكة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...