العالم24 – مراكش
جرى، أمس الأربعاء، بالمدينة الحمراء، تنظيم ندوة حول “ثقافات البناء الإيكولوجي المغربي”، وذلك بمبادرة من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وبشراكة مع مؤسسة “بلارج”.
وهدف هذا اللقاء، الذي نظم تحت رعاية وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى تحقيق الالتقائية بين المهندسين المعماريين والحرفيين التقليديين والطلبة المهندسين، من أجل بناء نموذج بيداغوجي، يحفظ استمرارية البناء والعمارة التقليدية المغربية، والعمل على تقريب الطالب المهندس من الحرفي التقليدي، لترسيخ قيم التواصل، وفتح قنوات التعاون والشراكة، لنقل الخبرات والمعارف بينهما، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج ترقى بالعمارة المغربية مستقبلا.
كما سعى اللقاء، الذي يعتبر حصيلة لسلسة من اللقاءات التي عقدتها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش مع طلبتها في الموضوع نفسه، والمندرجة ضمن ملتقى المعمار في نسخته السابعة، إلى بناء مجتمع المعرفة، من خلال العمل على تأهيل جيل جديد من المهندسين المهتمين بقضايا التراث المادي المحلي المكتفي، وتمكينهم من الآليات والميكانيزمات المتوفرة من أجل انعاش سوق الشغل بطاقات بشرية مؤهلة ونشيطة.
ويتعلق الأمر، أيضا، بسلسلة من الندوات التكوينية تتناول مختلف مواضيع البحث التطبيقي الرامية إلى تجويد التكوين الجامعي والمهني المرتبط بالتنمية المستدامة والصديق للبيئة في مجال التعمير وإعداد التراب على الصعيدين الحضري والقروي، والبناء بمواد طبيعية، وأساليب التدخلات حول التراث المعماري المبني.
وتميز هذا اللقاء العلمي بحضور ثلة من المهندسين المعماريين والطلبة والصناع التقليديين وممثلي المجتمع المدني، وذلك بهدف تبادل التجارب والخبرات حول ثقافات البناء بالمغرب، ومن بينها البناء بالطين.
وقال عبد الغني الطيبي، مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وممثل المغرب في كرسي اليونسكو في “الهندسة المعمارية بالتراب وثقافات البناء والتنمية المستدامة”، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الندوة تختتم أشغال البحث برسم سنة 2022، والمندرجة في المناهج الدراسية للمهندسين المعماريين المستقبليين.
وشدد، في هذا السياق، على أهمية إشراك جميع المتدخلين في الهندسة المعمارية الصديقة للبيئة، في أفق تحقيق رؤية شاملة بين الجانب النظري للدراسات وممارسة تقنيات مغربية عريقة، من خلال الصناع التقليديين.
ورأى السيد الطيبي أن الغاية تتمثل في إيجاد مخططات من أجل إحداث تكوينات تلتقي فيها الرؤى النظرية والتطبيقية، بغية ضمان الابتكار في بيداغوجية تدريس الهندسة المعمارية، موضحا أن هذه المقاربة تعطي الأولوية للبعدين الإنساني والبيئي، بغية تكوين مهندسين معماريين منخرطين، ويتملكون ناصية إعادة التأهيل كمنهجية لصون التراث المغربي الفريد من نوعه.
من جهته، قال خليل مراد غيلالي، وهو مهندس معماري وأستاذ – باحث، إن هذه الندوة رامت تسليط الضوء على العلاقة بين البحث والتدريس وممارسة الهندسة المعمارية ميدانيا، معتبرا أن نجاح هذه العلاقة قد يكون له تأثير بيئي ليس فقط على رؤية طلبة الهندسة المعمارية، بل أيضا على سياسات تهيئة المدن، من خلال إبراز “تقاليدنا المحلية ذات الهوية الخاصة والمتفردة”.
من جانبه أكد أنس غوات، الذي يشتغل في مجال النجارة وترميم الخشب، أن الالتقائية بين تقنيات البناء الحديثة وخبرة الصناعة التقليدية تكتسي أهمية كبيرة في ترميم المباني التراثية.
واعتبر، في هذا الاتجاه، أن نقل تقنيات الأسلاف إلى الجيل الجديد يمثل ثروة بالنسبة للمملكة، التي لا تزال تحافظ على أساليب الترميم العربية – الأندلسية الفريدة في العالم.
وتناولت أشغال هذه الندوة عددا من المواضيع المرتبطة بالهندسة المعمارية وبالتراث، من بينها، على الخصوص، “مركز الإرشاد الطاقي بطاطا، مقاربة متجددة”، و”5 منازل قابلة للتكيف مع المناح بتحناوت”، و”فيلا(U) معمار حي”، بالإضافة إلى مشروع شريط وثائقي حول العمارة الترابية.