نجاح التقنين رهين بإشراك الفلاح وتحديد دقيق مقرون بتفعيل بدائل تنموية ناجعة ضامنة لعيش كريم

طفى مؤخرا نقاش واسع متشعب في شأن مشروع القانون الخاص بتقنين زراعة القنب الهندي ، بين متفائل ومتوجس من مدى انعكاساته المستقبلية على المزارع البسيط والمنطقة إيجابية كانت أم سلبية ، عين الصواب يجب إشراك الفلاح المعني قبل تفعيل قوانين هذا المشروع وتطبيقها على أرض الواقع والأخذ برأي ساكنة هذه المناطق والإنصات إليها وإلى مطالبها ومعاناتها ، لبلورة تصور ورؤية شاملة متكاملة لخلق تنمية مندمجة ومستدامة لهذه المناطق التاريخية خاصة إقليم الحسيمة ، كما أن نجاح مشروع التقنين قيد المناقشة رهين كذلك بتحديد دقيق وموضوعي منطقي لمناطق زراعة الكيف ، وذلك باستحضار البعد التاريخي و الجغرافي والمناخي للمناطق المستهدفة ،وليس السماح بزراعة ملايين الهكتارات من “العشبة ” لكي لا نصبح في “مخطط المغرب المكيف ” والتي ستضر بالدرجة الأولى الفلاح ، من خلال بعض قوانين مشروع تقنين زراعة الكيف لاستعمالات طبية و علمية ، تنمية الفلاح تكمن في قلة العرض وارتفاع الطلب للرفع من القيمة التسويقية للمنتوج وبذلك توفير دخل محترم للفلاح يضمن له عيشا كريما ، من زاوية أخرى يمكن اعتبار تقنين زراعة الكيف تحصيل حاصل ومنعطف تاريخي لساكنة هذه المناطق ، ولحظة تاريخية وفرصة لإنصاف ساكنة هذه المناطق التي طالها النسيان و التهميش ، لذا لا يمكن اختزال النقاش الدائر حول التقنين في الصيغ والقوانين ونتجاهل ونتقاعس في البحث و تفعيل بدائل اقتصادية تنموية حقيقية للساكنة ، تضمن العيش الكريم للفلاح ، بعيدا عن الهلع وانتظار ما سيأتي أو قد لا يأتي ، وذلك بتنزيل مجموعة من الإجراءات والقرارات الهامة كتأهيل شباب المنطقة لولوج سوق الشغل وإعطائهم الفرصة والأولوية في مباريات التوظيف كالتعليم ، الأمن الصحة …. لضمان لقمة العيش لذويهم وتوفير جميع الخدمات الاجتماعية لهم مع سهولة الولوج إليها ، وإنشاء صناديق تموينية داعمة للفلاح ، كما يجب إحداث مخططات ومشاريع تنموية سياحية ، فلاحية ،صناعية… بخلق وحدات صناعية توفر فرص الشغل لأبناء هذه المناطق لإخراجهم من الفقر المتفاقم في السنوات الأخيرة والذي عمق من معاناة الساكنة وساهم في ارتفاع نسبة البطالة ، جعل الساكنة تعيش ظروفا معيشية مزرية ، آنذاك إن فشل مخطط التقنين لدى البعض ستكون البدائل متاحة لهم ، وذلك لن يتأتى إلا بوضع تصور شامل وتنزيل استراتيجية واضحة المعالم ومحكمة ودراسة جميع السيناريوهات المحتملة ، بدل ترك الفلاح يصارع المجهول ، فاللحظة لحظة حاسمة تستوجب التعبئة الجماعية وفرصة لتنمية هذه المناطق القروية والجبلية انطلاقا من مشروع التقنين ، الذي يجب دراسته دراسة دقيقة ومناقشته مناقشة موضوعية متأنية تستحضر فيها جميع الأبعاد و يبقى الهدف في الأخير هو توفير عيش كريم للفلاح والمزارع البسيط

ذ : بدرالدين الونسعيدي

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...