شهدت مجموعة من الأحياء بعدد من المدن المغربية تراجعًا لافتًا في توفر قنينات الغاز الصغيرة داخل محلات البقالة، بعدما كانت لسنوات طويلة الخيار الأول للعديد من الأسر، خاصة ذات الدخل المحدود. فاليوم أصبح حضور هذه القنينة التي لا يتجاوز وزنها ثلاثة كيلوغرامات شبه منعدم، مقابل تركيز أغلب التجار على توفير القنينة الكبيرة فقط.
ووفق مهنيين ومتتبعين للقطاع التجاري، فإن العزوف عن بيع القنينة الصغيرة يعود أساسًا إلى ضعف الأرباح التي توفرها، ما يجعل تحمل تكاليف نقلها وتخزينها والمخاطر المرتبطة بها أمرًا غير مربح. كما يرى بعض التجار أن الاحتفاظ بهذا النوع من القنينات داخل محلات ضيقة يعرضهم لمخاطر أكبر مما قد تجنيه من عائد اقتصادي.
في المقابل، يخلق هذا الاختفاء المتزايد للقنينة الصغيرة أزمة حقيقية لدى فئات واسعة من الأسر محدودة الدخل، إذ تمثّل بالنسبة لها الخيار الأكثر قدرة على التوافق مع ميزانيتها اليومية، خصوصًا لدى من يعيشون في مساكن ضيقة أو غرف لا تسمح باقتناء القنينة الكبيرة أو تخزينها بشكل آمن.
