يشهد إقليم فينيـتو في شمال إيطاليا أزمة غير مسبوقة في اليد العاملة الزراعية، تهدد مواسم جني محاصيل حساسة مثل العنب المخصص لإنتاج البروسيكو، والهندباء والهليون (الأسبرجوس)، وهي منتجات تتطلب مهارة دقيقة وخبرة ميدانية كبيرة.
ولتدارك هذا العجز، كشفت السلطات المحلية عن خطة عاجلة لاستقدام نحو 200 عامل مغربي، في خطوة تهدف إلى ضمان استمرارية الإنتاج الزراعي والحفاظ على جودة المنتوجات التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد المنطقة.
يُجمع خبراء القطاع الزراعي في إيطاليا على أن اليد العاملة المحلية تفتقر للخبرة التقنية في التعامل مع هذه المحاصيل الحساسة، ما جعل العديد من المزارعين يعتمدون بشكل متزايد على العمال المغاربة، المعروفين بمهارتهم في الزراعة المتوسطية وقدرتهم على التعامل بدقة مع النباتات الموسمية.
وخلال الأسابيع الماضية، حلّت وفود إيطالية بالمغرب لعقد اجتماعات تنسيقية حول آليات انتقاء العمال، وتسهيل ترتيبات السفر والإقامة والإدماج المهني، ضمن إطار اتفاقات التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الفلاحي.
ويؤكد مزارعو إقليم فينيتو أن الاعتماد على العمال المغاربة لم يعد حلاً ظرفياً، بل تحول إلى خيار استراتيجي لضمان استقرار الإنتاج والحفاظ على التميز الإيطالي في الأسواق الأوروبية والعالمية، خصوصاً في منتجات تحمل هوية المنطقة مثل البروسيكو والهندباء.
ويُنتظر أن يُسهم هذا البرنامج في سدّ العجز المزمن في اليد العاملة الموسمية، ويُعزّز في الوقت نفسه مكانة المغرب كشريك أساسي في دعم القطاع الزراعي الإيطالي عبر كفاءات مدرّبة وخبرة ميدانية مشهود لها.
