هل أكل التمر على الريق مفيد فعلاً أم مجرد عادة شعبية؟
يُعتبر التمر من أكثر الفواكه شهرة في العالم العربي، وغالبًا ما يُنصح بتناوله على الريق لما يُقال عن فوائده المتعددة للجسم. لكن، هل هذا الادعاء مدعوم علميًا؟
بحسب المختصين في التغذية، لا توجد دراسات تثبت أن أكل التمر صباحًا على معدة فارغة يمنح فوائد خاصة، إلا أن هذه الفاكهة تظل غنية بعناصر غذائية قيّمة تجعلها إضافة ممتازة للنظام الغذائي اليومي في أي وقت من اليوم.
التمر مصدر مهم للألياف الغذائية التي تُسهم في تحسين عملية الهضم والوقاية من الإمساك، كما يحتوي على مضادات أكسدة قوية تحارب الجذور الحرة وتدعم مناعة الجسم. وهو كذلك غني بـالبوتاسيوم الذي يساهم في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب والعضلات.
ورغم احتوائه على العديد من المعادن مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم والنحاس، إلا أن التمر لا يُعدّ غنيًا بالفيتامينات، إذ يحتوي فقط على كميات معتدلة من فيتامينات “ب” وبعض فيتامين “أ” و”ج”.
في المقابل، ينصح الخبراء بتناول التمر باعتدال نظرًا لارتفاع محتواه من السكريات الطبيعية، خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بالسكري أو الذين يتبعون أنظمة غذائية للتحكم في الوزن. ومع ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن للتمر مؤشرًا جلايسيميًا منخفضًا، ما يعني أنه لا يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة كبيرة.
أما بالنسبة لفوائده الصحية الأخرى، فقد أشارت أبحاث محدودة إلى أن التمر قد يساعد على تخفيف الإمساك، ويُسهم في رفع مستويات الحديد والهيموغلوبين لدى الأطفال والنساء، مما يجعله غذاءً مناسبًا لمحاربة فقر الدم.
وخلال شهر رمضان، يُعتبر التمر الخيار المثالي لكسر الصيام، إذ يزوّد الجسم بالطاقة والمعادن بعد ساعات طويلة من الامتناع عن الطعام. كما يُوصي الأطباء الحوامل بتناوله بكميات معتدلة لما يحتويه من عناصر قد تساعد في تسهيل الولادة والحد من الإمساك.
في النهاية، يمكن القول إن التمر غذاء متكامل وغني بالعناصر المفيدة، لكن تناوله على الريق لا يمنحه تأثيرًا سحريًا خاصًا — ففوائده تتحقق متى ما تم تناوله باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن.
