انطلاق أشغال المؤتمر الإفريقي السابع للهندسة القروية.. المغرب يرسخ ريادته في تدبير الموارد المائية ومواجهة التغيرات المناخية

انطلقت اليوم الأربعاء 22 أكتوبر الجاري، بمدينة فاس أشغال المؤتمر الإفريقي السابع للهندسة القروية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي يُعقد من 22 إلى 24 أكتوبر 2025 تحت شعار: “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة ومقاومة للتغيرات المناخية في إفريقيا”.

ويأتي هذا الحدث العلمي الدولي ليعزز مكانة المملكة المغربية كفاعل محوري في القارة الإفريقية في مجال إدارة الموارد المائية وتطوير أنظمة الري المستدامة، في وقت يشتد فيه الضغط على الأمن المائي والغذائي العالمي بفعل التغيرات المناخية المتسارعة.

ويعرف هذا المؤتمر مشاركة وازنة لمؤسسات وطنية ودولية من بينها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وجمعية الهندسة القروية الأمريكية، وجمعية تحديث الزراعة في إفريقيا، واللجنة الدولية للري والصرف، واللجنة الدولية للهندسة القروية، إضافة إلى مجموعة العمل الإفريقية التابعة للجنة الدولية للري والصرف.

كما ساهمت الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري والصرف والبيئة (ANAFIDE)، باعتبارها الممثل الرسمي للمغرب داخل اللجان الدولية CIID وCIGR، في تأطير وتنظيم أشغال المؤتمر.

وتؤكد مداخلات الخبراء والمسؤولين أن المغرب أبدى اهتماماً مبكراً بقضية المياه، إذ استضاف أول منتدى عالمي للماء سنة 1997 بمراكش، ومنذ ذلك الحين ظل فاعلاً أساسياً في صياغة الحلول المستدامة للتحديات المائية العالمية.

وتحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تبنت المملكة استراتيجية طموحة تهدف إلى ضمان الأمن المائي، من خلال بناء السدود الكبرى والمتوسطة، وتحلية مياه البحر، وترشيد استعمال الموارد، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، وتعزيز البنية التحتية المتطورة.

كما تعمل هذه الاستراتيجية على تحقيق هدف وطني يتمثل في ضمان تغطية مائة في المائة من حاجيات المواطنين من الماء الصالح للشرب، وتلبية ما لا يقل عن ثمانين في المائة من حاجيات القطاع الفلاحي، فضلاً عن إطلاق مشاريع مهيكلة كربط أحواض سبو وبورقراق عبر طريق مائي استراتيجي.

ويركز المؤتمر على مناقشة التحديات الكبرى التي تواجه القارة الإفريقية في مجال المياه، وفي مقدمتها ضعف التساقطات المطرية، وتأثير الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى فقدان حوالي عشرين في المائة من الموارد المائية ويؤثر على سبعة في المائة من سكان العالم، إلى جانب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وظاهرة التوحل في السدود التي تتسبب في فقدان ما بين عشرة وثلاثين في المائة من قدرتها الاستيعابية وقد تصل أحياناً إلى خمسين في المائة.

ويرتكز البرنامج العلمي للمؤتمر على ثمانية محاور رئيسية تشمل السياسات والأطر القانونية والتنظيمية، وتعبئة المياه ومعالجتها، وترشيد استعمالها، والأنظمة الزراعية والطاقية المندمجة، والتكنولوجيات الحديثة، ومواجهة التغيرات المناخية، وحماية الأحواض المائية والتربة، وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا. كما تمت الإشارة إلى أهمية تعزيز التعاون الإفريقي في مجال تبادل الخبرات وتطوير المشاريع المائية المهيكلة على المستوى القاري، مع الإعلان عن تخصيص جناح لإفريقيا في قمة المناخ COP30 المرتقبة في البرازيل في نونبر 2025، لتأكيد الحضور الإفريقي في النقاشات العالمية حول قضايا الماء والمناخ.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في سياق تأكيد الحضور المتنامي للمغرب في المنتديات الدولية المتخصصة، إذ سبق للمملكة أن احتضنت المؤتمر الدولي العاشر للري الموضعي في الداخلة سنة 2023، كما تولت مهاماً قيادية داخل اللجان التنفيذية الدولية لثلاث ولايات متتالية، مما يعكس الدينامية الوطنية في مجال الري والهندسة المائية.

وخلال أشغال اليوم الافتتاحي، أكد المنظمون أن الهدف من هذا المؤتمر هو تحسيس المجتمع الدولي بأهمية تدبير الموارد المائية في القارة الإفريقية، وتشجيع الانخراط السياسي والمؤسساتي لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات المناخية والبيئية الراهنة.

كما عبروا عن تفاؤلهم بأن تسهم هذه المبادرة العلمية في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وترسيخ مكانة إفريقيا كفاعل أساسي في صياغة مستقبل السياسات المائية عالمياً.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...