كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن وزارته نجحت في تصحيح أحد أبرز اختلالات المنظومة الصحية خلال السنوات الماضية، والمتعلق بتأخر التحاق الأطباء الاختصاصيين بمناصبهم بعد التخرج.
وأوضح التهراوي، خلال استضافته في برنامج “لقاء خاص” على القناة الثانية، أن النظام القديم كان يعرف بطئاً كبيراً، إذ كان الطبيب المتخرج ينتظر قرابة عامين قبل مباشرة مهامه، وهو ما ساهم في تفاقم العجز في التخصصات الحيوية بعدد من الجهات.
وأضاف الوزير أن هذا الوضع ظل قائماً منذ سنة 2019، حيث لم يتجاوز عدد الأطباء الاختصاصيين الذين يلتحقون فعلياً بالمؤسسات الصحية 250 طبيباً سنوياً، وهو رقم “بعيد جداً عن حاجيات القطاع”.
ولمعالجة هذا الخلل، أكد التهراوي أن الوزارة تبنت، منذ مطلع سنة 2025، خطة استعجالية لتسريع وتيرة التعيين، مكنت من رفع عدد الملتحقين إلى نحو 1200 طبيب اختصاصي خلال سنة واحدة، أي ما يعادل سبعة أضعاف المعدل المسجل في السنوات السابقة.
وحسب معطيات الوزارة، فقد تم توزيع 300 طبيب من خريجي 2023 في فبراير الماضي، تلاهم 400 طبيب من دفعة 2024 خلال الربيع، ثم 500 من خريجي العام الجاري في أكتوبر، ضمن عملية وطنية شملت مختلف الجهات.
وأشار التهراوي إلى أن توزيع الأطباء تم بناءً على خريطة صحية دقيقة، تضع أولوية خاصة للمناطق التي تعاني خصاصاً حاداً في الموارد البشرية، خصوصاً القرى والمناطق الجبلية.
وفيما اعترف بوجود نسبة محدودة من الأطباء الذين لم يلتحقوا بعد بمقرات عملهم، لأسباب إدارية أو شخصية، أكد أن نسبة الالتزام الإجمالية بلغت 95%، معتبراً ذلك “مؤشراً إيجابياً على نجاعة الإصلاح”.
وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن معالجة إشكالية تأخر الالتحاق خطوة أساسية نحو إصلاح شامل للمنظومة الصحية، قائلاً: “التحاق الأطباء في الوقت المحدد ليس مجرد إجراء إداري، بل ركيزة لضمان ثقة المواطنين وجودة الخدمات العمومية.”