شهد الصين طفرة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت تضم أكثر من 5300 شركة متخصصة في هذا القطاع حتى نهاية شتنبر الماضي، وهو ما يعادل نحو 15 في المائة من إجمالي الشركات العالمية، وفق بيانات الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
الأرقام تكشف عن نمو متسارع، حيث تجاوزت القيمة السوقية للقطاع 900 مليار يوان (حوالي 126.7 مليار دولار) خلال عام 2024، بزيادة سنوية وصلت إلى 24 في المائة. ويعكس هذا التطور ديناميكية واضحة في السوق الصينية التي تسعى لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي.
ويتميز المشهد الصناعي للذكاء الاصطناعي في الصين بكونه متكامل الأركان؛ إذ يشمل البنية التحتية، تطوير النماذج، وتطبيقات الصناعة. وخلال العام 2024 وحده، سجلت هذه الفروع الثلاثة نموًا ملحوظًا بنسب تراوحت بين 13 و54 في المائة.
ولا يقتصر التوسع على الخدمات والبرمجيات فقط، بل يمتد إلى الأجهزة الذكية مثل الهواتف، الحواسيب، والسيارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تشهد بدورها إقبالًا متزايدًا في السوق المحلية والدولية.
وتسعى بكين إلى دفع هذا الزخم نحو الأمام عبر إستراتيجية وطنية تحمل اسم “الذكاء الاصطناعي بلس”، وُضعت مبادئها التوجيهية مطلع هذا العام. الهدف منها هو تعزيز البنية التحتية الرقمية وتسريع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، في إطار تحول شامل نحو اقتصاد ذكي يقود النمو المستقبلي للبلاد.
