مدينة مغربية تُدشّن محطة سككية جديدة بمعايير حديثة وخدمات موسعة

شهدت مدينة تازة، يوم الخميس 11 شتنبر 2025، افتتاح محطة قطار جديدة تواكب المعايير الحديثة في البنية التحتية والنقل، بحضور وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، والمدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، إلى جانب عدد من المسؤولين، على رأسهم عامل الإقليم مصطفى المعزة.

وجاء إنجاز هذه المحطة ضمن مشروع استراتيجي يندرج في إطار سياسة المكتب الوطني للسكك الحديدية الرامية إلى تجديد المحطات وتطوير الخدمات المقدمة للمسافرين، حيث بلغت الكلفة الإجمالية للبناء 50 مليون درهم.

تقع المحطة في موقع استراتيجي قريب من المحاور الرئيسية للمدينة، وتمتاز بتصميم معماري حديث ينسجم مع النسيج العمراني المحلي. ويُرتقب أن تُسهم في تحسين جودة النقل السككي على مستوى الجهة، وتعزيز جاذبية المدينة كوجهة حضرية ومركز اقتصادي متنامٍ.

وتتضمن هذه البنية الحديثة فضاءات متعددة الاستخدامات، من بينها قاعة استقبال واسعة، منطقة مخصصة للمسافرين، مجموعة من المحلات التجارية، إلى جانب ساحة كبيرة تشمل مرآبًا للسيارات يتسع لأكثر من 70 مركبة. ويغطي المبنى مساحة 1700 متر مربع، فيما تمتد الساحة الخارجية على 18,300 متر مربع.

وفي تصريح بالمناسبة، أشار وزير النقل عبد الصمد قيوح إلى أن هذه المحطة تأتي في سياق بناء جيل جديد من محطات القطار في عدد من المدن الصاعدة، بهدف تقريب خدمات النقل السككي من المواطنين وتلبية تطلعاتهم المتزايدة، خاصة ما يتعلق بالربط بين تازة وفاس.

وأعلن الوزير عن إطلاق رحلتين جديدتين على هذا الخط انطلاقًا من 15 شتنبر الجاري، لتأمين التنقل الصباحي والمسائي بشكل يتماشى مع الحاجيات اليومية للساكنة. كما كشف عن خطة جديدة للربط بين تازة والحسيمة عبر حافلات “سوبراتور”، بواقع رحلتين يوميًا.

وفي سياق أوسع، أوضح قيوح أن مشروع ربط وجدة بالرباط بواسطة قطارات كهربائية حديثة لا يزال قيد الدراسة، مع أفق الانتهاء منه بحلول عام 2029، مما سيعزز شبكة النقل الوطني ويرتقي بجودة الخدمات المقدمة.

من جهته، أكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع، أن محطة تازة الجديدة تُعد نموذجًا لمحطات الجيل الجديد، مضيفًا أن المكتب يواصل جهوده لتأهيل مختلف المحطات عبر البلاد. كما أشار إلى أن المحيط الحضري للمحطة سيشهد بدوره تهيئة عمرانية تشمل فنادق، مساكن، ومحلات تجارية.

وأوضح لخليع أن تعزيز الربط السككي لا يقتصر فقط على عدد الرحلات، بل يشمل أيضًا تحسين تجربة السفر وتكامل وسائل النقل، مثل الربط بين القطار والحافلات، خاصة في ما يتعلق بالتنقل بين تازة والحسيمة.

واختُتمت فعاليات التدشين وسط إشادة محلية بمستوى المشروع، الذي يُرتقب أن يفتح آفاقًا جديدة أمام تنمية مدينة تازة وربطها بشكل أكثر كفاءة بالمدن الكبرى.