ثروة وطنية كتسرق من ولادنا وبلادنا بدون حسيب ولا رقيب

 

بقلــم: بنت البلاد

 

من فيسبوك لإنستغرام، من تيك توك لسناپشات، وغيرها من منصات التواصل الإجتماعي، ولى الشباب المغربي عايش فدوامة رقمية، كيدور وسط هاد العوالم الافتراضية بحال السايح بلا دوار، بلا بوصلة، وبلا وجهة واضحة.

 

التليفون ولى جزء من حياتو اليومية، بحال طرف من الجسم ما كيتفارقش معاه، وهادشي كيطرح أكثر من علامة استفهام، ماشي غير على الفرد ولكن على المجتمع ككل.

 

الوقت، راه ماشي غير ساعات كتدوز، راه هو راس مال الإنسان والشعوب.

 

كل دقيقة كتمشي فالتفاهة، راه بحال واحد الكنز اللي تسرق من بين يدينا، الوقت اللي كيمشي فـ”التنقاز” من ستوري لستوري، وفالتعاليق اللي ما عندها معنى، والتبعيات العمياء لمؤثرين هدفهم غير البوز، هو وقت كان ممكن يتستثمر فالتعلم، إنتاج، إبداع…

 

عدد كبير من الشباب كيعيشو نهارهم وليلهم مرتابطين بشاشات كتعرض ليهم عالم مصطنع، فيه وجوه مصفية، وحياة كلها ديكور وفوتوشوب، والمشكل ماشي فالمشاهير فحد ذاتهم، ولكن فالعلاقة اللي ولات بينا وبينهم: علاقة إدمان، ومقارنة مريضة كتدمر الثقة فالنفس وتقتل الطموح.

 

شحال من شاب ما بقاش عارف شنو باغي يدير فحياتو، ولكن حافظ شنو قال “فلان”، وشنو دار “علان” فآخر لايف. الحياة ولات عندو سباق ديال الظهور، ولكن بدون مضمون، ولات التعاليق مهمة أكثر من المشاريع، ولات اللايكات أكثر قيمة من المهارات.

 

كل هاد الوقت اللي كيتبدد، كان ممكن يتحول لطاقة إنتاجية: تعلم لغة، تطوير مهارة، خلق محتوى هادف، أو حتى بناء مشروع رقمي، ولكن كيف كيقولو على اللي ما عندو هدف “الريح لي جا يديه”.

 

حنا اليوم فحاجة نراجعو علاقتنا مع التكنولوجيا، والأكيد السوشيال ميديا ماشي عدو، ولكن خاصنا نستعملوها بذكاء، راه وسيلة، ماشي غاية، وخاصة الشباب، اللي هو عماد المستقبل، لازم يرجع يتحكم فوقتو، ويعرف أن الدقيقة لي كتمشي، ما كترجعش.

 

شنو خاصنا نديرو؟

أول خطوة هي التربية الرقمية، خاصنا ندخلو هاد المفهوم فالمدارس، ونعلمو ولادنا من الصغر كيفاش يتعاملو مع العالم الرقمي، كيفاش يميزو بين النافع والضار، وبين الواقعي والوهمي.

 

ثاني خطوة، هي تشجيع إنتاج المحتوى الجاد والهادف، خاصنا مؤثرين بزاف ديال الفكر، ديال الطموح، ديال التنمية الذاتية، باش نغيرو نموذج الطاغي “التافهة والمظاهر” اللي كيتبعو الشباب اليوم.

 

وثالث حاجة، الدولة والمجتمع المدني خاصهم ينظمو فحملات تحسيسية مستمرة، كتبيّن للشباب الثمن الحقيقي للوقت اللي كيمشي، سواء على المستوى النفسي، الدراسي، المهني، أو حتى فالعلاقات مع الناس.

 

وفي الأخير، كل واحد خاصو يوقف مع راسو ويطرح السؤال الصريح:

شنو عطاتني السوشيال ميديا اليوم؟ واش زدت بيا  لقدّام؟ ولا ضيّعت وقتي فالهضرة الخاوية؟

 

الوعي هو الخطوة الأولى، والإرادة هي المفتاح.

 

والمغرب ما غاديش يتبدل، إلا يلا تبدلنا حنا من الداخل.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...