في سابقة هي الأولى من نوعها على صعيد العقوبات الرياضية المتعلقة بالعنصر..ية، أصدرت المحكمة الإسبانية حكمًا يقضي بإدانة خمسة مشجعين بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ، بعد أن وُجهت إليهم تهم ارتكاب إساءات عنصرية ضد نجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال مباراة جمعت فريقه بنادي ريال بلد الوليد في 30 ديسمبر 2022.
ووفق ما أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، فقد تضمنت العقوبات أيضًا فرض غرامات مالية تتراوح بين 1080 و1620 يورو، إلى جانب منع هؤلاء الأشخاص من دخول الملاعب لمدة ثلاث سنوات، كإجراء احترازي يهدف إلى ردع أي سلوك مماثل في المستقبل.
بالإضافة إلى العقوبة الأساسية، نص الحكم على إمكانية تحويل العقوبة الموقوفة إلى سجن فعلي في حال تكرار الجريمة خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما يعكس جدية السلطات الإسبانية في معالجة هذه الظاهرة.
وقد اعتُبرت هذه الأحكام الأكثر صرامة في تاريخ حوادث مماثلة، إذ صنّفت النيابة العامة ما صدر عن المشجعين كـ”جر..يمة كرا .هية”، مشيرة إلى أن أفعالهم تضمّنت نية واضحة للإذلال وتقويض الكرامة الإنسانية بدوافع عنصرية.
من جهته، عبّر رئيس رابطة “لا ليغا” خافيير تيباس عن ترحيبه بهذا الحكم، مؤكدًا في منشور له على منصة “إكس” أن هذه الخطوة تمثل عقوبة تاريخية ونتيجة حتمية لالتزام الرابطة بمكافحة كافة أشكال العنف والتمييز في ملاعب كرة القدم الإسبانية. وشدّد تيباس على أن الجهود ستتواصل لضمان بيئة رياضية سليمة وآمنة، تخلو من أي مظاهر للكراهية والعنصرية.
ورغم هذه الخطوة القضائية المهمة، لا تزال العنصرية تمثل تحديًا حقيقيا في الملاعب الإسبانية، إذ تعرّض فينيسيوس جونيور، البالغ من العمر 24 عامًا، لهجمات متكررة من قبل بعض الجماهير في عدة مناسبات سابقة، كان أبرزها في ملعب خوسيه سوريا، وأيضًا خلال مباراة ضد فالنسيا في 2023، والتي أدّت إلى الحكم بالسجن لثمانية أشهر على ثلاثة من المشجعين.
في المقابل، لم تتوقف محاولات الإساءة عند حدود الهتافات، إذ أعلن فينيسيوس مؤخرًا عن دعوى جديدة ضد مشجعي أتلتيكو مدريد بعد أن أقدموا على تعليق دمية تمثل اللاعب على جسر بالقرب من ملعب تدريب ريال مدريد، في حادثة صادمة أثارت الرأي العام الإسباني والدولي.