مرونة الأصابع قد تخفي اضطراباً يهد..د التنفس

تحظى القدرة غير المعتادة على ثني الأصابع أو تمديد راحة اليد خارج نطاقها الطبيعي باهتمام متزايد في الأوساط الطبية، إذ لم تعد مجرد خاصية جسدية غريبة بل بات يُنظر إليها كمؤشر على خلل داخلي قد يكون له تبعات خطيرة على الصحة التنفسية. ويرى مختصون أن هذه المرونة المفرطة، المعروفة بـ”فرط المرونة”، قد تكون علامة على ضعف في الأنسجة الضامة، وهي البنية الحيوية التي تدعم العظام والعضلات والأعضاء، بما فيها الرئتان. وتشير تقديرات طبية إلى أن هذه الأنسجة تشكل نحو ربع وزن الرئتين وتوفر لهما دعامة أساسية، ما يعني أن أي اضطراب فيها قد يؤثر مباشرة على كفاءة التنفس واستقرار مجرى الهواء، ويزيد من فرص الإصابة بحالات مثل الربو أو توقف التنفس أثناء النوم.

يُقاس فرط المرونة الجسدية عادة عبر نظام تقييم يسمى “بيتون”، يمنح نقاطا تبعًا لقدرة الشخص على تنفيذ حركات مرنة استثنائية، مثل ثني مفصل الخنصر بزاوية حادة أو لمس الأرض بكفي اليد دون ثني الركبتين. ويُعتبر الحصول على خمس نقاط أو أكثر من أصل تسع علامة على وجود هذه الحالة لدى البالغين. في بعض الحالات، يكون هذا العرض جزءًا من متلازمة وراثية تُعرف باسم “إهلرز-دانلوس”، وهي اضطراب يؤثر على إنتاج بروتينات مهمة مثل الكولاجين والإيلاستين، مما يضعف الأنسجة الضامة في مختلف أنحاء الجسم، ومنها الجهاز التنفسي.

وتفيد المتابعة السريرية بأن المصابين بهذه المتلازمة يواجهون صعوبات في استعادة عافيتهم من التهابات الجهاز التنفسي، كما يعانون من ضيق في التنفس، وضعف في العضلات التنفسية، وانهيارات متكررة في مجرى الهواء العلوي والسفلي. وتشمل الأعراض الأخرى للمتلازمة مرونة مفصلية زائدة، وبشرة هشة معرضة للتكدم بسهولة، وتعبًا مزمنًا، وآلامًا مفصلية، واضطرابات في الجهازين الهضمي والبولي، إضافة إلى مشاكل في التركيز.

ورغم غياب علاج نهائي لهذا الاضطراب الوراثي، يوصي الأطباء بخطط علاجية تشمل جلسات فيزيائية وارتداء دعامات وتقويمات للمفاصل، إضافة إلى إجراء تقييمات شاملة نظرا لتأثيرات المتلازمة المتعددة على أجهزة الجسم. ويتم تشخيص الحالة من خلال فحص سريري شامل وتحليل الأعراض المرتبطة، بينما تصنّف “إهلرز-دانلوس” إلى 13 نوعا مختلفا بحسب ما حددته الجمعيات الطبية المتخصصة.

 

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...