في قلب أروقة المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وبين الخيام البيضاء وروائح التبن والفرح، ارتفعت نغمة فخر بلكنة قروية خالصة، حملها إلينا خليل، أحد مربي الأغنام من قبيلة بني مسكين التابعة لإقليم سطات، وهو يعبر عن اعتزازه بالمشاركة الأولى له في هذا الحدث الفلاحي الكبير، تحت لواء الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والمعز.
“عيّطوا لينا فهاد المناسبة فشهر رمضان، وكانت أول مشاركة لينا فالمعرض… وتبارك الله فخر، وفخر البلاد”، هكذا عبّر خليل وهو يقف إلى جانب خروفه من سلالة “الصردي”، التي يرى فيها رمز الأصالة وجودة السلالة المغربية بامتياز. مربي الأغنام هذا لم يأتِ وحده، بل جاء محمّلاً برصيد من التجربة والشعبية، يلمسها، كما قال، في كل ركن من أركان الوطن وحتى خارجه.
الصردي بالنسبة لخليل ليس مجرد خروف، بل تراث حي، يتحرك على ثلاثية السواد: عينان سوداوان، فم أسود، وقوائم بلون الليل. “ياكل بسواد، وينظر بسواد، ويمشي على سواد”، هكذا وصفه بفخر، مضيفاً أن تحسّن السلالة لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل يومي وجهود الجمعية في تنظيم التظاهرات والمسابقات التي تحفّز الكسّابة على مزيد من العطاء.
ولأن المناخ يكتب فصول الرخاء أو القحط، كانت أمطار هذا العام حدثاً مبهجاً بالنسبة له: “أمطار الخير جات في وقتها، الغنم سرحات، والخروف زاد فالنمو، والحمد لله”. وبالرغم من إلغاء عيد الأضحى الماضي، وهو ما كان له أثر في السوق، يرى خليل أن الفلاح الحقيقي لا يخشى المواسم، ما دام يعمل بالمعقول ويُراعي الأمانة.
بعينين لامعتين من الأمل، ختم حديثه بالدعاء أن يكون هذا العام أفضل من سابقه، وأن تعود الأفراح إلى الكسّابة في كل جهات المملكة.