يشهد قطاع تصدير الأفوكادو المغربي انتعاشًا لافتًا على مستوى السوق الأوروبية، حيث يواصل المغرب ترسيخ مكانته كفاعل رئيسي في هذا المجال، رغم التحديات المناخية التي واجهت بعض مناطق الإنتاج.
فقد أكد موقع “فريش بلازا” المتخصص في الشأن الفلاحي الأوروبي أن موسم الأفوكادو في منطقة البحر الأبيض المتوسط يوشك على نهايته، إلا أن المغرب لا يزال يحظى بحضور قوي بفضل جودة ثماره وأحجامها المناسبة، الأمر الذي انعكس إيجابًا على وتيرة التسويق والأسعار، حيث تراوحت ما بين 13.5 و15 أورو للكيلوغرام الواحد.
ويأتي هذا النجاح في وقت تعرف فيه الأسواق الأوروبية طلبًا مرتفعًا على هذه الفاكهة، خصوصًا في فرنسا، التي تعد من أهم الوجهات.
وقد ساهم الموقع الجغرافي للمغرب، إلى جانب الاستراتيجيات الزراعية المدروسة التي ينتهجها المنتجون، في جعله في موقع مثالي لتولي الريادة داخل هذا السوق خلال السنوات القادمة، بشرط الحفاظ على نفس الأداء الإنتاجي الجيد وتفادي تقلبات الطقس التي قد تؤثر سلبًا على الموسم.
ومع نهاية موسم الحصاد في دول شمال المتوسط، من المنتظر أن تتولى دول نصف الكرة الجنوبي مثل البيرو وجنوب إفريقيا تغطية الطلب الأوروبي، حيث تستعد هذه الدول لإطلاق شحنات كبيرة قبيل عيد الفصح.
ومن المرجح أن يعرف إنتاج البيرو ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالموسم الماضي الذي تضرر بفعل ظاهرة “إل نينيو”، كما يُنتظر دخول جنوب إفريقيا على خط التوزيع قريبًا.
في المقابل، تواجه بعض الدول الأخرى، كالبرازيل وكينيا، صعوبات لوجستية تحد من قدرتها على تلبية حاجيات السوق الأوروبية، ما يمنح أفضلية تنافسية للدول المتوسطية، وعلى رأسها المغرب، خصوصًا خلال الفترات الانتقالية بين موسمي الشمال والجنوب.
وقد أدى هذا الوضع إلى تراجع واردات الاتحاد الأوروبي من الأفوكادو البيروفي بنسبة 16%، في وقت يستفيد فيه المغرب من هذه التحولات لتعزيز موقعه كمصدر موثوق ومفضل، بما يعكس أهمية التموقع الجيد في الأسواق الدولية ويؤكد على إمكاناته التصديرية المتزايدة في هذا القطاع.